كلّ التفاسير السائدة لدينا تفسر المغضوب عليهم ( أنّهم اليهود ) والضالين ( هم النصارى)، كما ورد في سورة الفاتحة. ولدى بحثي المفصّل في القرآن بحيث قارنت كل الآيات التي تشير إلى “من هم المغضوب عليهم؟” و”من هم الضالون؟”، فوجئت أنّ التّفسير السّائد غير صحيح على الإطلاق. حسب ما ذكر في القرآن، ليس اليهود المغضوبَ عليهم ولا النصارى هم الضّالون!
لا يشير القرآن إلى ملّة محدّدة يهودية أو نصرانية بل إلى مواقف و سلوكات محدّدة، من يقوم بها سواء كان يهوديا أو مسيحيا أو مسلما فهو مغضوب عليه أو ضال. وما لفت انتباهي أكثر، هو تكرار هذا الوصف في القرآن على المسلمين أكثر من اليهود والّنصارى.
أمثلة:
- الذي يولي الأدبار من المسلمين أثناء القتال مغضوب عليه:
﴿وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاء بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) -الأنفال: 16-
- الذي يقنط من رحمة الله من المسلمين من الضالين:
(وَمَن يَقْنَط مِن رَحْمَةِرَبِّهِ إِلاَّ الضَّآلُّونَ) -الحجر: 56-
- المنافقون من المسلمين ضالون:
(فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلا) -الإسراء : 89-
في القرآن الكريم غير هذه من الأمثلة لكنّ المجال لا يسمح بإيرادها كلّها. ويمكنكم العودة لكتاب الله للتوسّع أكثر والاطلاع.
اضف تعليق