لارا لي ناشطة وصانعة أفلام برازيلية من أصول كوريّة. أسّست “شبكة ثقافات المقاومة” وهي مؤسّسة تعزّز التّضامن العالمي وتدعم السّلام عبر مشاريع عادلة. سافرت إلى باكستان رفقة فريق تصوير والمكتشفة الصّاعدة في ناشيونال جيوغرافيك لهذه السّنة، ساياد جول التي شاركت بفيلم أعدّته المجموعة لدعم عرضها الذي قدّمته في مسابقة لناشيونال جيوغرافيك. وقد أرادت من خلال فيلمها إيصال صوت شعب الكلاش وذلك بنقل التّحديات التي يواجهونها للحفاظ على ثقافتهم ولغتهم، وإنقاذها من الاندثار.
الكالاش أو الكالاشا، هم السكان الأصليّون لمقاطعة شيترال في باكستان. يتكلمون لغة الكالاشا التي تنتمي للعائلة الداردية من اللغات الهندوإيرانيّة. وهم يعتبرون قبيلة مميزة من شعوب باكستان الهندوآريّة. لطالما أبهرت أصول الكالاشا علماء الانثروبولوجيا، إذ يتميّزون بنسبة غير اعتياديّة من الشّعر والبشرة والعيون الفاتحة، الخضراء على وجه الخصوص.
الكالاشا غير موحّدين، والطبيعة تلعب دورا روحيا هاما في حياتهم اليوميّة. من تقاليدهم الدينيّة تقديم القرابين وإقامة الاحتفالات تعبيرا عنشكرهم للآلهة على الموارد التي تزخر أوديتهم الثلاثة.
تقول لارا: “مهرجان الكالاش الذي صوّرناه يسمّى جوشي، وهو يحدث مرة كلّ سنة في منتصف شهر ماي. خلال هذا المهرجان الذي يخصّص لفصل الربيع يرقص الكلاش ويغنون، ويطلبون مباركة الآلهة لحماية محاصيلهم وقطعانهم.” الكثير من احتفالهم في وادي بومبورات يقوم على التشارك، تشارك الحليب، الثمار المجففة.. الجوز. بل إنّ كلّ ما فيه تقريبا عن التضامن.
تواصل: “إنّه شرف كبير أن يُسمح لنا بالدّخول لمنزل كالاشي حيث قمنا بتصوير عملية إعداد خبز لذيذ. إنّه أمر مميز أن نتمكّن من تصوير حياتهم اليومية فهم لا يقبلون بانتهاك خصوصيتهم. لكنّ مجموعتنا لاقت الترحاب لأنّ مصوّرنا قد زار الوادي عديد المرات حتّى أصبح الكثير منهم يعتبرونه أخا لهم، بما في ذلك جول التي ندعم مشروعها.”
كلّ فرد من العائلة يعمل بجدّ ويشارك في القيام بشؤون البيت. بينما تعدّ أختها الخبز، تغسل الصّغيرة أواني الطبخ خارج البيت.
الكالاش خجولون لكنّهم إذا تعوّدوا عليك أصبحوا لطفاء وودودين.
فطور صباح كالاشي يتكوّن من لحم الماعز وجبن كالاشي و عصيدة من إعداد مضيّفتنا الأخت جول.
يعتني الكالاش بأناقتهم بأنفسهم كجزء من الحياة اليومية، ويرتدون أثوابهم ليس فقط في الاحتفالات بل على مدار السنة.
تضيف لي : إنّ وفاة هذه العجوز يعني رحيل موسوعة كاملة عن شعب الكالاش. لهذا تعتبر حماية الإرث الانسانيّ لهذا الشعب وغيره من الشعوب الأصليّة المهدّدة، واجبا.
لدى شعب الكالاش في شمالي وادي شيترال الباكستاني موروث ثقافي يتنافى والطابع الإسلامي المهيمن في باكستان. اليوم، ورغم ضغوطات عديدة مثل الفقر والسياحة والحركة الإسلاميّة، مجموعة من أنصار كالاش المتفانين يناضلون لإبقاء ثقافتهم حيّة. هل بإمكان تقاليد الكالاش أن تصمد أمام تحدّيات العولمة من جهة والنعرات الدينيّة من جهة أخرى؟ الفيلم الذي أنجزناه يجمع أفرادا من الشّعب الكالاشي ومتابعين من العالم ناقلا تعاطيهم مع هذه الأسئلة المستعصية.
المصادر:
http://culturesofresistance.org/
https://www.facebook.com/iara.lee.filmmaker.activist/timeline
اضف تعليق