في حياة كلّ منا، لابد توجد الفتاة التي نصف صوتها بأنّه “مش ممكن!”. حين تتحدّث معها، تشعر أنّك تكاد تبكي من المشاعر التي ترافق كلامها وكأنّها تخاطب داخلك. صوتها ناعم جدا ورقيق بشكل مستفز. قد تشعر أحيانا أنّ فيه ميوعة أو مبالغة، وقد تقع في حبّها بسبب صوتها هذا، وتجده مثيرا. حتّى وسط صديقاتها تكون هي “الدلوعة” التي يشعرن بنوع من الامتعاض من صوتها.
الأصوات المثيرة
مثلما تحبّ فتيات كثيرات الرجال ذوي الصوت الخشن الأجش، على شاكلة رشدي أباظة وأحمد مظهر، يحبّ الكثير من الرجال النساء اللواتي يتكلّمن بدلال ورقّة مثل الممثلة هند رستم أو ماجدة. يعود هذا لأنّ الرجال الذين لديهم مستوى أعلى من هرمون الذكورة -التيستوستيرون/Testosterone- تكون طبقة صوتهم خشنة (Lower Pitched Voice) وهو ما يُترجم في لاوعي النساء إلى: “هذا الرجل أصلح للزواج والتكاثر فلنختره.” وكلّما كان صوت المرأة أنعم (Higher Pitched Voice)، كان مستوى الهرمونات الأنثوية عندها أعلى. وأصبحت بالتالي أصلح للزواج والتكاثر، وبالتالي يكون الرجل أكثر ميلا لاختيارها، أيضا. لكن، يتجاوز الأمر نعومة الصوت ليكون في علاقة بالإثارة الجنسية.
سنة 2012، نزّلت سيّدة مجموعة فيديوهات على يوتيوب تحت مسمّى “درس تعليمي للاسترخاء بطي المناديل Relaxing Towel Folding Tutorial/ASMR”، تتحدّث فيها عن الطرق الصحيحة لطيّ المناديل على السفرة، لكنّ تعليقات الرجال عليها جاءت في إطار إطراء السيدة والتحرش بها بعبارات جنسية. والتفسير؟
استجابة القنوات الحسية الذاتية / إيسمار
“استجابة القنوات الحسية الذاتية ASMR” هو شعور بسيط بالنشوة يحسّه الناس نتيجة الاستماع لصوت هادئ ناعم، لا يوجد له تفسير علمي واضح. الدكتور دافيد هورون من جامعة أوهايو رجّح أنّ السبب يعود إلى أيام الإنسان الأول الذي كان يواجه مخاطر وكوارث، ويحتاج الذكر أن يشعر بنشوة أو ابتهاج حين يستمع لصوت أنثوي، لتهدأ أعصابه ويدخل حالة راحة نفسية، ويستطيع التكاثر مع المرأة.
في النهاية، على كل رجل أن يدرك أنّه حين ينجذب أحيانا لامرأة من طريقة كلامها أو طبقة صوتها، فهو تحت تأثير استجابة القنوات الحسية الذاتية ASMR وأنّ هذا انجذاب لحظيّ. من اللطيف أن نبدأ به، لكنّه لا يجب أن يكون السبب حصريا.
المصادر:
اضف تعليق