أن تتزوج أمر في غاية البساطة لكن، ليس من السهل أن تكون زوجا. ــ الفيلسوف ميغيل دي أونامونو
تقول الكاتبة ستيفاني سَركيس Stephanie Sarkis في مقالة لها بعنوان “6 أسئلة يجب طرحها قبل الزواج”. انتشرت حالات الطلاق بكثرة في الفترة الأخيرة لأننا أصبحنا نتزوج دون أن نركّز في أمور مهمة جدا في العلاقة. فبقدر ما الحب بين الطرفين ضروري وأساسي، ثمة أشياء أخرى يجب أن تتوفر حتى يستمر الزواج بسعادة.
لخصت سركيس هذي الأشياء في 6 أسئلة أو 6 نقاط، هي التالية:
1- الأطفال:
كم عددهم، متى سننجبهم؟ إذا ثمة مشكلة لا قدّر الله، هل ثمة اعتراض على التبني أو طفل الأنبوب؟ هذا الموضوع مهم جدا جدا ويجب أن يتناقش قبل الزواج. فالارتباط بين اثنين ليس فقط مجرد قرار بالعيش معا، بل إمكانية إضافة أفراد جدد للبشرية وكلاهما مسؤول عن مثل هذا القرار. ليس قرارها وحدها أو قراره وحده. وحتى لا تقع مشاكل في المستقبل يستحسن أن يتكلّم الاثنان في هذه النقطة بشكل موضوعي وواقعي وبصراحة.
2- التربية:
الكثير ممن نعرفهم يمكن أن يكون صديقا جيدا، فتاة جميلة لكنّهم لا يمكن أن يكونوا أهلا صالحين. ولهذا يجب أن يتناقش الطرفان ويطرح كلاهما نظرته بخصوص التربية قبل الزواج.
تنقسم التربية لثلاثة أنواع: “Laissez-faire ،aAssertive ،Aggressive/ شديدة، حازمة، متساهلة” حسب الشدة أو الصعوبة في التعامل. أي أسلوب يفضّل شريكك؟ هل سيربي أبناءك بشكل صحيح أم لا؟ وهل هو جدير بهذه الثقة أم أنك ستكتشف فشله وسط الطريق؟ أسر كثيرة انهارت لأنّ أحد الطرفين لا يفهم في التربية أو أنه غير مهتم!
3- الماديات:
في مجتمعنا الشرقي، يُرمى كلّ الحمل على الرجل هذا لا يؤذي الرجل فقط بل والمرأة أيضا. القضية ليست قضية مادّة، بقدر ماهي فكرة المشاركة في تأسيس البيت. يجب أن يتناقش الاثنان في حياتهما الاقتصادية، بما فيها قرار بسيط بالدخول في “جمعية” أو الاقتراض من الأهل أو الأصدقاء. هل ثمة طرف مبذر أو طرف بخيل؟ هل الاثنان من أنصار الادخار أو من أنصار الشراء المستمر؟ هذه النقطة تشكّل عنصر نجاح للأسرة كلما كان التوافق حولها أكبر.
4- الأدوار المنزلية:
في مجتمعنا أيضا، تُرمى كلّ الأعمال المنزلية على المرأة. وفي هذا نوع من الظلم أو التطرّف الاجتماعي خاصة حين يكون الرجل أشبه بضيف في بيته. فيأكل ولا يرفع صحنه ولا يغير ثيابه ويضعها في الغسالة بل يرميها ببساطة في الصالة مثلا. هذه الأشياء التي يراها عادية وطبيعية قد تكون مرهقة وفيها نوع من قلة التقدير لزوجته. لهذا، يجب تحديد بنود السلوك التي سيمارسها الطرفان معا في بيتهما فيكون كلّ شيء واضحا من البداية.
5- الجنس:
هذا الموضوع شائك بشكل كبير، خاصة وأنّه قد يكون محرجا وغريبا، ومع هذا، يجب طرحه خاصة إذا قرّر الطرفان أن ارتباطهما أمر واقع لا جدال فيه. كيف ينظر الاثنان للجنس؟ هل لدى أحدهما مشاكل تجاه الموضوع أو ملاحظات أو مخاوف من أشياء مرتبطة بالعلاقة الحميمة؟ تعاني الكثير من الأسر من صراعات إذا ما كان لدى احد الطرفين انحراف في السلوك الجنسي!
6- المستقبل:
رغم أنّ الكثير يُقال بين الشريكين بخصوص هذا الموضوع لفظيا، إلّا أنّه يجب التكلم فيه بكثرة مع وضع خطط واضحة ومدعومة بدراسة وخطط بديلة. فإذا ما حصل جدال عنيف بعد الارتباط، سيظهر ربانان لمركب واحدة وهذا ما سينهي الأمر غالبا بالفشل. فحتى إن ادّعينا أنّ الرجل هو المايسترو الأساسي للأسرة، فهو ليس قائدا حسب مزاجه أو فكره الخاص، إنّما هو مسؤول لإتمام الخطة التي اتفق الطرفان عليها معا.
في النهاية، من الممكن أنك تحب فلانة أو أنكِ تحبين فلان وتعيشان معا أجمل قصة حب، لكن عند الزواج، يضمن الحب تماسك البيت لكنه ليس شرط نجاحه أو إتمام أهدافه. الجميل أن نجد من يحبنا ونحبه ويكون في نفس الوقت شريكا ناجحا وداعما في الحياة.
اضف تعليق