الإنتاجية، الموضوع المُوَقّر في عالم الأعمال والأفراد على حد سواء. نحن نسعى للحصول على الوصفة السحرية التي تجعلنا ننتج أكثر بوقت أقل، وفي نهاية المطاف لا مناص من تشمير الأكمام والجلوس للقيام بالعمل في كلّ مرة للوصول إلى أهدافنا لكنّ قليلا من الإلهام لا يضرّ.
الكتب الآتية ستعطيك أطرا واستراتيجيات وبنود أعمال تساعدك على الاستفادة القصوى من وقتك يوميا. ورغم عدم وجود صيغة مثالية للإنتاجية قابلة للتطبيق على كلّ فرد، إلا أن الكتب أدناه ستحثّك على إنشاء طريقتك الخاصة التي ستساهم في اتمامك المزيد من مهامك بفعالية، والاستمتاع يوما بعد يوم بتطبيق هذا الأمر.
1- العمل المعمّق Deep Work
Deep Work
هل سبق وأن جلست للقيام بمهمة، وبلا قصد منك وجدت نفسك أمام اليوتيوب، ومواقع التواصل الاجتماعي، والمواقع الإخبارية؟ مررنا جميعا بذلك. توجد اليوم العديد من المشتتات، حتى إنه يصعب الوصول لحالة ذهنية تسمح لنا بالقيام بأفضل عمل ممكن. يتناول هذا الكتاب لكال نيوبورت/Cal Newport موضوع التركيز ذو الأهمية المتزايدة. تعلّم كيفية القيام بالعمل بشكل عميق والقدرة على التركيز على مهمة تتطلب إدراكا عاليا بلا ذهول هما المفتاح لتحقيق أفضل النتائج في أقل وقت. يعرض نيوبورت نصيحة قيمة: “ينبغي علينا أن نمارس الملل ونطرح وسائل التواصل الاجتماعي جانبا” (حتى وإن لم يعجبك هذا الرأي فطريقة عرضه له جديرة بالقراءة).
إذا كان قد سبق لك قضاء يوم عملك مشوشا بين التغريدات والبريد الإلكتروني متسائلا ما الذي كنت تفعله طوال اليوم، فهذا الكتاب لك.
2- مبدأ 20/80 (The 80/20 Principle)
إنها قاعدة باريتو/Pareto التي تنص على أنّ ما يقارب 20% من عملك يؤدي لـ 80% من نتائجك. في هذا الكتاب يطّلع ريتشارد كوتش/Richard Koch القرّاء كيف يمكن ببساطة إنجاز المزيد بموارد وجهد ووقت أقلّ من خلال تحديد وتركيز جهودنا على الـ 20% المهمّة من العمل الذي يمكننا القيام به. بعض نصائحه تشمل: “التركيز فقط على ما تتقنه (استعن بمصادر خارجية في البقية)، إبقاء الأشياء بسيطة، الحفاظ على موظفيك وزبائنك المميزين مدى الحياة. يستمر كوتش في جولته ليطلعنا على أعلى عشر قيم لاستغلال الوقت وأدناها، والأهمية البالغة للقيام بالعمل بشكل صحيح وليس فقط القيام بالمزيد من العمل.
هذا الكتاب قَيّم لأيّ شخص يحتاج التذكير بالتالي: “صحيح أنّ الفعالية في كيفية القيام بالعمل، ولكن اختيارك لنوعية العمل يأتي أولا”.
3- التهم هذا الضفدع Eat that Frog
“التهم هذا الضفدع” كتاب كلاسيكي في موضوع الإنتاجية يمكنك الانتهاء منه في فترة وجيزة لكن، الإحدى وعشرين استراتيجية التي يعرضها برايان تريسي/Brian Tracy في هذه التحفة تعادل في قيمتها أعمارا عدّة من الإنتاجية. الغرض الرئيسي لهذا الكتاب هو: “عليك أكل ضفدعك (أي المهمة الأضخم والأهم) قبل كل شيء”، والتي يجب أن تكون أيضا، المهمة ذات الأثر الإيجابي الأكبر على حياتك ونتائجك في الوقت الراهن. القاعدة المتبعة هنا: “إذا وجب عليك أن تأكل ضفدعة حية دفعة واحدة، فلا فائدة تذكر من بقائك مكتوف اليدين محدقا بها.” بعبارة أخرى: “إذا كُلّفت بمهمة كبيرة، فالأفضل أن تبدأ بها فورا”. تريسي يرشدك من خلال تقنيات كطريقة ABCDE والمهمة الواحدة/single-tasking وقانون الكفاءة المفروضة/Law of Forced Efficiency.
لن تنسى هذا الكتاب بسهولة! نحثّك بشدّة على القيام بجميع التمارين المقترحة ما دمت تعمل للوصول لهدفك.
4- بيان القائمة المرجعية The Checklist Manifesto
دون مبالغة، هذا الكتاب قد يكون هو المسؤول بمفرده عن إعادة إحياء القائمة المرجعية البسيطة. يتطرّق المؤلف أتول قواندي/Atul Gawande، وهو جرّاح ماهر، إلى التحدي الذي يؤثر على كلّ جوانب حياتنا المعاصرة: “كيف يتصدى المهنيون لمسؤولياتهم متزايدة التعقيد؟”. يتحدث عن الفرق بين الأخطاء الناجمة عن الجهل (الأخطاء التي نرتكبها لافتقارنا للمعرفة الازمة)، والأخطاء التي تنجم عن عدم الكفاءة (الأخطاء التي نكررها لعدم الاستفادة من خبراتنا السابقة). معظم حالات الإخفاق، كما يقول، هي أمثلة على هذا النوع المذكور آنفا. اعتمادا على أمثلة مثيرة للعواطف في مجالات كالطب والطيران والبناء حيث يكون الخطأ فاصلا بين الحياة والموت، يستعرض قواندي ما يثبت ضرورة استخدام قائمة مرجعية للتقليل من عبء الحجم الهائل والمعقد من المعرفة الذي يحتاجه أغلبنا لانجاز مهامنا على أكمل وجه اليوم.
هذه قراءة محرضة! لن تجد قائمة مرجعية بسيطة بنفس الطريقة مرة أخرى.
5- المدير التنفيذي الفعال The Effective Executive
هذه كتاب رائع، خصوصا، للقادة الحاليين والتواقين لذلك. يذكرنا الأب الروحي للإدارة، بيتر دراكر/Peter Drucker، بالقاعدة الذهبية في الإدارة الإنتاجية: “قم بإنهاء ما يغفل عنه الآخرون وتجنب العمل عديم الجدوى أو الذي يمكن تنفيذه بسهولة بمصادر خارجية”. في كتابه يساعد دراكر القرّاء على التركيز على ما يقضون به أوقاتهم، وكيفية الاستفادة منه بشكل أفضل مستقبلا. دراكر يؤكد أيضا على التركيز على النتائج عوضا عن الجهد، وتعيين الناس وفقا لنقاط قوتهم. تتحدث بعض فصول الكتاب عن بناء وإدارة الفرق، إلا أن البقية تمس الجانب الشخصي بشدة. ستتعلم التركيز على مهمة واحدة في كل مرة وخلق المساحة الذهنية المناسبة لاتخاذ القرارات الاستراتيجية المهمة والخيارات استنادا إلى الآراء المختلفة.
“الدير التنفيذي الفعال” من الكتب الخالدة التي ستغيّر طريقة تفكيرك عن القيادة والإنتاجية الشخصية.
6- سحر الترتيب The Life-Changing Magic of Tidying Up
من المحتمل أنك قد رأيت هذا الكتاب أو سمعت عنه ما لم تكن تقطن تحت صخرة طيلة العام المنصرم. ترشد المؤلفة المؤلفة ماري كوندو/Marie Kondo القرّاء خطوة بخطوة لطريقة تنظيم تدعى “KonMari“. هذا الكتاب في مجمله عن تنظيف محيطك الخارجي (الذي يؤثّر بدوره على حالتك العاطفية والعقلية، كما تقول). وخلاصة هذا الكتاب تتمثل بأن تطرح على نفسك سؤالا بخصوص كلّ الأشياء التي تملكها: “هل تجلب لي البهجة؟”. فإذا كان الجواب نعم، فاحتفظ بها وجد لها مكانا. وإذا كان الجواب لا، فتخلص منها، بغض النظر عن كلفتها أو من أهداها إليك ومدى صعوبة ذلك.
تصدّر “سحر الترتيب” قائمة الكتب الأكثر مبيعا لسبب واحد: “إنّه قراءة سريعة تجعلك تتخلّص من الفوضى في محيطك وتغير من طريقة تفكيرك بخصوص ممتلكاتك للأبد.”
7- كيف تنجز جميع المهام Getting Things Done
من بين كلّ الكتب الي تطرقت لموضوع الإنتاجية على الإطلاق، هذا الكتاب أشهرها. لديفيد آلان/David Allen طريقة متعمّقة وجميلة لانجاز جميع المهام ولمساعدتك في تنظيف الفوضى المادية والرقمية التي تثقل كاهلك. الفكرة الأساسية في الكتاب هي التالية: “لكلّ مهمة، تكليف، مشروع في قائمتك وقته ومكانه.” جي تي دي/GTD (اختصار لعنوان الكتاب) ينقسم إلى ثلاثة أقسام رئيسية: الأول يطلعك على نظرة عامة لطريقة آلان بأكملها، الثاني يتوسع في شرحها وكيفية تنفيذها، والثالث يلقي الضوء على فوائد استخدامها بشكل يومي. ويمكن تلخيصه في خمس خطوات: (1) اجمع، (2) دبر، (3) نظم، (4) قرر، (5) نفذ. لا تظن أنها طريقة معقدة، فطريقة تحليله ستجعلك تسعى للانخراط في العمل. رغم أنّ هذا النظام ثد يبدو أحيانا معقدا للغاية، إلّا أنّ الكتاب ككلّ من نوع “خذ ما تحتاجه”.
إذا كنت قد سبق وأن علقت بسبب عدم تأكدك مما تريد التركيز عليه، أو من أين تبدأ مشروعك الكبير فهذا الكتاب جدير بالقراءة.
8- قوة الأقل The Power of Less
إذا ما كان ثمة كتاب مصغّر للكتابين السابقين فسيكون هذا. يتحدّث المؤلف ليو بابوتا/Leo Babauta عن أساسيات وممارسة الالتزام بالأسايات فقط في عالم الأعمال والحياة. في الجزء الأول من الكتاب ستتعرف على كيفية تعيين الحدود، التبسيط، صناعة عادات جديدة، والانطلاق صغيرا، أما الجزء الثاني فهو الكنز. يطلعك بابوتا على مقاربته في إدارة الأهداف، المشاريع، المهام، البريد الإلكتروني، الروتين اليومي وغيرها.
هذا الكتاب في الأساس خلاصة من كتاب كيف تنجز جميع المهام (أشار بابوتا إلى ذلك في كتابه). كتاب متقن لمن يرغب أن يكون منظما، مع المحافظة على بساطة المنهج.
9- الشيء الوحيد The One Thing
الغرض من هذا الكتاب بسيط بشكل مدهش: “أزل المشتتات، تعرّف على الأهّم، وركّز عليه باستمرار” (هل تلاحظ نمط الكتاب؟). ضريبة المشتّتات (التغريدات، الرسائل، البريد الإلكتروني) أداء أقلّ مما تطمح إليه وتعلم أنك قادر على تحقيقه. يتمحور الكتاب حول قطع الطريق على الضوضاء، التغلب على المغريات والتركيز على ما يهمك فعلا في كل جانب من جوانب حياتك (العمل، العائلة، الدخل، الأهداف الصحية).
ما الشيء الوحيد القادم الذي سينعكس بصورة إيجابية على جودة حياتك في حال القيام به؟ هذا الكتاب سوف يساعدك على التعرف عليه، ويمنحك الإطار الذي تحتاجه لتنفيذه في الحال.
10- قم بالعمل Do The Work
انتبه، لا يهمّ عدد الكتب التي قرأتها حول موضوع الإنتاجية، ففي نهاية المطاف يتوقف الأمر على العمل الذي لا يرغب الناس بالقيام به.
ما الذي يقف في طريقك فعليا ويمنعك من إنتاج أفضل أعمالك؟ كيف تنهي مهامّك التي بدأتها؟ ما الذي يخيفك قبل أن تبدأ أيّ شيء؟ في هذا الكتاب يقول مؤلفه ستيفن بريسفيلد/Steven Pressfield أنّ الأمر لا يتعلق بأفكار أفضل ووقت أكثر بقدر ما يتمثل بالمقاومة والقيام بما يجب لانجاز المهمة الكبرى (مثل كتاب، ألبوم، نص سينمائي، تطبيق، موقع إلخ). يؤكّد بريسفيلد أنك لست مجنونا أو وحيدا حين تصل إلى مرحلة “الاصطدام بجدار” أي أنّك تعجز عن التقدم في مهمتك. فقد مررنا كلنا بهذه الحالة في نقطة ما. في نهاية الأمر ما يصنع الفرق فيما حققته هو ما الذي تفعله حين تواجه مقاومة حتمية.
هذا المانفستو المحفز يجب أن يقرأه كلّ من يعمل على إنجاز نشاط إبداعي ضخم يخلق لديه بعض الرهبة.
ترجمة: محمد علي مهيوب
مراجعة: نهى سعداوي
اضف تعليق