لا شك وأنّك صادفت الفيديو المصغّر أو “الدوودل/doodle” المميز لمحرك البحث جوجل هذا اليوم، أثناء تصفحك للنت. وهو يأتي احتفاء بمرور 117 عاما على ميلاد لوتا رينيجر/Lotte Reiniger . يحتفي محرك البحث جوجل بالعلماء والأدباء والمبدعين عادة، وعالم لوتا رينيجر غير بعيد عن الإبداع. عالم قريب من قلوبنا جميعا وقريب من عالم الأطفال على وجه الخصوص، فهي رسامة رسوم متحركة أو ما يعرف تحديدا بخيال الظل. وخيال الظل فنّ يعتمد أساسا على تحريك دمى خلف ستار، يرى المشاهد ظلها الأسود فقط. ويكون ذلك نتيجة استخدام أضواء في الخلفية وفق تقنيات محددة.
من هي لوتا رينجير ؟
لوتا رينيجر ألمانية إنجليزية، ولدت باسم “شارلوت” سنة 1899 في برلين/ألمانيا وتوفيت سنة 1981. مخرجة سينيمائية وصانعة أفلام رسوم متحركة سبقت الأمريكي والت ديزني بحوالي 10 سنوات في المجال. وتعتبر رائدة في عالم الرسوم المتحركة في ألمانيا والعالم.
بدأ ولعها بفن عرائس الظل منذ طفولتها، حتى أنها قامت ببناء مسرح عرائس منزلي خاص بها تقدّم فيه عروضا لعائلتها وأصدقائها. ثم تحوّل ولعها تدريجيا في بدايات الشباب نحو عالم السينما. بدأت مع أفلام جورج ميليس ذات الموثرات الخاصة ثم أفلام الممثل والمخرج بول فيجنر الذي حضرت له أول محاضرة سنة 1915 وكانت عن “الإمكانيات المذهلة للرسوم المتحركة”. نجحت لوتا رينيجر في إقناع عائلتها بالسماح لها بالالتحاق بمجموعة التمثيل التي يديرها بفيجنر، لتكون بدايتها في مسرح “ماكس راينهارت” حيث كانت تصنع عرائس ظل لمختلف الشخصيات من حولها. ثمّ بدأت بصنع البطاقات التي تحتوي محاورات الشخصيات أو السرد والوصف ذي الصلة خلال الفيلم، لأفلام فيجنر، التي كانت رسومات الظل خاصتها حاضرة فيها.
مسيرتها الفنية وأعمالها
أول نجاحات لوتا رينيجر كان عن طريق الفئران المتحركة التي صنعتها من الخشب لفيلم فيجنر “زمار هاملين/Pied Piper of Hamelin” أو ما يعرف بعازف الناي السحري، فقد مكنها نجاح الفيلم من دخول “معهد البحث الثقافي” حيث التقت شريكها في الإبداع وزوجها “كارل كوخ/Carl Koch” وفنانين مشاهير آخرين مثل بيرتلوت بريخت/Bertolt Brecht. تزوجت لوتا سنة 1921، وفي الفترة اللاحقة لزواجها أنجزت ستة أفلام قصيرة من إخراج وإنتاج زوجها. ليكون فيلم The Adventures of Prince Ahmed/مغامرات الأمير أحمد، سنة 1926، أقدم فيلم رسوم متحركة محفوظ. فقد كان كيرينو كريسيانو قد أنتج فيلمين سابقين في الأرجنتين، لكنهما ضاعا.
تميز الفيلم باستخدام تقنية الصور المتحركة الظلّية التي اخترعتها رينيجير، حيث يتم التلاعب بالقواطع المصنوعة من الورق المقوى وصفائح رفيعة من الرصاص التي توضع أسفل الكاميرا. وهي تقنية تشبه إلى حد ما دمى الظل. أما قصة الفيلم فهي قائمة على عناصر أخذت من قصص ألف ليلة وليلة وتم مزجها لنجد فيه بعضا من قصة الأمير أحمد والجنية، المصباح السحري والحصان السحري.
مع صعود النازية في ألمانيا، قررت لوتا رينيجر وزوجها مغادرة ألمانيا، فقد كانا ذوي فكر يساري. ولأن أيا من البلاد لم تكن تقدم الإقامة الدائمة، قضيا تلك السنوات منتقلين من بلد لآخرين بقدر ما تسمح الفيزا. خلال الفترة 1933-1944، أنجز الثنائي 12 فيلما أشهرها كارمن/Carmen -1933- وباباجينو/Papageno -1935 اللذان يقومان أساسا على أوبرا كلّ من بيزت/Bizet وموزارت/Mozart، ثم عادا إلى برلين سنة 1944، ليغادراها نحو لندن سنة 1949.
يحتفظ بالكثير من مواد وأعمال لوتا رينيجر في متحف ستادت توبنغن. جزء آخر من أعمالها محفوظ في الأرشيف الوطني التابع لمعهد الأفلام البريطانية. وقد أنجزت 40 عملا كمخرجة وكتبت السيناريو لسبعة أفلام. أثّرت رينيجر على جميع صانعي حكايات الرسوم المتحركة بعدها، تقريبا. كما اعتمدت الكثير من التقنيات التي ابتكرتها في أعمال سينيمائية وتلفزية لاحقا. من أهم أعمالها “الجمال النائم”، “سندريلا”، “علاء الدين والمصباح السحري” و”الأمير الضفدع”.
شاهد هانسل وجريتل -1955- فيلم من أعمال لوت رينيجر:
المصادر:
اضف تعليق