هل فكرت يوما بغرابة بعض المهن والحرف التي تصادفها؟ ماهي أكثر المهن غرابة برأيك؟ في ما يلي بعض ما صادفت وأعتبره غريبا باختلاف الأسباب.
تغليف الأسلاك المجلفنة:
ورشة مختصة بتغليف الأسلاك المجلفنة. لا أعرف من أين يحصلون على رزقهم، ولم أشعر قط بحاجة لتغليف الأسلاك المجلفنة لسبب بسيط هو أنني لا أعرف ما هي بالضبط.
استخراج الزئبق الأحمر:
في بعض المناطق في العالم العربي، قرى كاملة يقوم اقتصادها على استخراج السلك الموجود داخل إطارات السيارات المستعملة. ومجموعات كبيرة من البشر تهتمّ جدا بشراء أية ثلاجة عتيقة عمرها أكبر من 30 سنة بأسعار عالية نسبيا. هل تتساءل لماذا؟ عجيب، ظننت أنّ موضوع استخراج الزئبق الأحمر معروف ووجوده بالثلاجات القديمة معروف. هل تسأل ما فائدة الزئبق الأحمر؟ سبقتك وسألت. وعرفت أنّ الزئبق الأحمر مؤهَّل للسيطرة على الجان. لابد أنّ هناك في تلك المناطق جيش من الجان تعداده يفوق المليار تمّت السيطرة عليه بكل كميّات الزئبق الأحمر التي استخرجوها من كل الثلاجات المستعملة. شخصيا كنت أرى يوميا أشخاص يبحثون عن ثلاجات قديمة لشرائها.
الجيغولو:
في العالم الغربي، هناك مهنة “الجيغولو/Gigolo”، أي الشاب الذي يبيع رجولته للنساء المسنات مقابل مال. لا أعرف ما يكتبه الجيغولو في بطاقته الشخصية بصراحة، لكن أستبعد أن يكتب أنّه جيغولو!
المخمن:
ثمة مهن أخرى تثير حيرتي دومًا. قرأت في جريدة الوسيط، إعلانا يظهر فيه شخص كبير بالسن وواثق من نفسه، وكأنه كان وزيرا للدّفاع في عصر صلاح الدين. كُتب بالإعلان أنّه “مخمّن”! ماذا يفعل بالضبط؟ لابد أنّه يجلس ويمسك بكوب زجاجي، ثم يرفع نظارته ويقول: “هذا بخمسة دنانير؟ أنا اشتريت مثله من سوق وسط الخليل بدينارين فقط.”
الخبير الإكتواري:
في البنوك، هناك مهنة غريبة أخرى هي مهنة “الخبير الإكتواري/Actuary”! الخبير الإكتواري شخص يجيد دخول الجداول الإكتوارية. للاسم رنين خاص في ذهني يذكرني بالآبار الإرتوازيةK لكن عمله ليس ارتوازيًا على الإطلاق. إنه الرجل الذي يحدد أسعار الفائدة للودائع أو شيء من هذا القبيل. الخلاصة أنه الرجل الذي يفسر لك لماذا أودعت ألف دولار، لكنهم يردون لك 800 دولار عندما تريد استرداد مالك. لن تستطيع الجدال لأنك لست إكتواريًا. عليك أن تقبل.
HR و CEO:
في الشركات المتأمركة الجديدة التي لا تعلم تحديدا ما طبيعة عملها، هناك مهنة، بل هناك قسم كامل اسمه HR يعمل فيه أشخاص عملهم الوحيد هو HR. لا تعرف بالضبط طبيعة عملهم. المفروض أنّهم مختصون بالموارد البشرية، لكنك لا تفهم أبدًا. تعرف طبعًا أن المدير يدعى CEO في تلك الأماكن.
المحلل الاستراتيجي:
كائن غريب آخر اسمه المحلل الاستراتيجي. لا تعرف ما يفعله بالضبط لأنّ كل نبوءاته خاطئة غالبا. يؤكد أن (سين) من الأحداث سيحدث، وبعد فترة، يشرح لك لماذا لم يحدث (سين) ووقع (صاد). كانت قناة الجزيرة تستضيف محللا استراتيجيًا راح يشرح كيف أنّ بوش لن ينجح في عبور مناطق القبائل الكثيفة المقاتلة في وسط العراق، وبعد ثلاث دقائق قطعوا كلامه ليبثّوا مشاهد دخول المارينز إلى فندق الرشيد في بغداد، ومشاهد إسقاط تمثال صدام!
وزير الخارجية:
في العالم العربي، هناك مهنة عجيبة لا نفع لها على الإطلاق؛ هي مهنة وزراء الخارجية. مهنتهم غامضة فعلا لكنهم يجتمعون دائمًا، وغالبًا ما يكون هدف اجتماعاتهم هو ترتيب موعد الاجتماع التالي.
الأمين العام للأمم المتحدة:
كلنا نعرف رجلا مهمّته هي القلق. يستيقظ في الصباح ويتناول إفطارًا دسمًا ثم يشعر بقلق طيلة اليوم. هذه المهنة هي أمين عام الأمم المتحدة. وهي مهنة شاقة بحق. من الصعب، أن تقلق طيلة الوقت. لابد من لحظات تنسى فيها.
اضف تعليق