معركة صور باهر:
“صور باهر” قرية عربية تقع جنوب مدينة القدس. وبعد امتداد مدينة القدس، أصبحت تُعدّ حيّا من أحياء المدينة. في عام 1948، كان يقطنها 2450 نسمة، ولم يكن لليهود فيها غير 540 دونما من مجمل مساحتها البالغة 9471 دونما، أي حوالي 6% فقط، وكانت القرية محاطة بثلاث مستوطنات من الشمال والجنوب والغرب هي تل بيوت ورامات راحيل وميكور حاييم. في يوم 26/1/1948، تمكّن المناضلون العرب من محاصرة الحي اليهودي في البلدة القديمة، ودمّروا ثلاثة منازل وأخذوا يطلقون النار على الحي وعلى الجنود البريطانيين المكلفين بحراسته، وضيقوا الخناق على معظم الأحياء اليهودية خارج السور حتى منعوا وصول المواد التموينية لهم. واستمر هذا الحصار إلى أن بلغ ذروته يوم 4/2/1948، فأشرف الصهاينة على الموت، ولم يستجيب الصهاينة لنصيحة البريطانيين بإخلاء الحي ولم يستجب العرب لطلب فكّ الحصار واشترطوا أن يسلّم الصهاينة أنفسهم. وفي يوم 17/2، نشب قتال عنيف عند مدخل الحيّ اليهودي في البلدة القديمة، استشهد فيه عربي وجرح آخر، وجرح عدد من الصهاينة والبريطانيين. وتحت حماية البريطانيين تمكّن الصهاينة من نسف منزل آل نمر وأطلقوا الرصاص على ساحة الحرم، ليتّضح فيما بعد أن إطلاق الرصاص على الحرم كانت تغطية لهجوم على قرية صور باهر انطلق من المستعمرات الثلاث. تصدّى مناضلو “صور باهر” للهجوم ومنعوا الصهاينة من احتلالها، رغم أن الصّهاينة قاموا بحرق مطحنة وقتل حارسها ونسف منزل في طرف القرية .
معركة طبريا:
في عام 1947، كان أغلب سكان طبرية من اليهود. بلغ عددهم 6000 نسمة وفيهم عدد كبير من المحاربين المدربين. وكان العرب يعدّون 5000 نسمة ولكنهم تقريبا بدون سلاح. تألّفت في العاشر من نيسان 1948 لجنة قومية لتدبير شؤون الدفاع عن الأحياء العربية، وانتُدب كامل الطبري لقيادة المناضلين، ووصل عدد من المجاهدين من دمشق يقودهم صبحي شاهين وهو من أصل طبراني أيضا. نشب القتال يومي 13-14/3/1948، ثم تهادن الطرفان شهرا. وفي الأسبوع الثاني من نيسان تأزّم الموقف، فبدأت المناوشات وحاول الصهاينة القيام بهجمات محدودة صدها العرب، لكن الصهاينة قاموا ليلة 15-16/4 بهجوم كبير. استمر القتال حتى صباح 16/4 حين تدخل الإنجليز وفرضوا حظر التجول في المدينة، وأمروا بهدنة لمدة 3 أيام. في اليوم الثالث للهدنة، شن الصهاينة هجوما مركّزا على الأحياء العربية، فتغلبوا على المدافعين واحتلوا فندق كروسمان، ومعظم البنايات الضخمة مثل بنك باركليس، وقتلوا عددا من العرب، لكن المقاومة استؤنفت صباح 19/4 ولكن القتال لم يدم طويلا فدخل الصهاينة الأحياء العربية وقاموا بالاستيلاء عليها فراح السكان العرب يرحلون من المدينة.
معركة عطروت:
عطاروت مستوطنة صهيونية على طريق رام الله/ القدس. في أوائل آذار 1948، أراد سكان عطاروت قطع طريق رام الله القدس، فعلمت قوات الجهاد المقدس أن بعض المسلحين الصهاينة تحصنوا في المحاجر الواقعة شرق المستعمرة وهم يطلقون النار على المارة والسيارات في طريق رام الله/ القدس. توجّهت قوة من جيش الجهاد المقدس بقيادة كامل عريقات وقوة أخرى من جنين بقيادة فوزي جرار وقوة أخرى من السوريين بقيادة مصطفى السباعي إلى قرية الرام شرق المستعمرة، وبدأ المجاهدون في 15/3/1948 بقصف منطقة المحاجر. استمر الاشتباك بضع ساعات ومن ثمّ تقدّم المجاهدون على المحاجر وطردوا الصهاينة منها، ثم وجّهوا نيرانهم إلى المستعمرة نفسها، وظلّ إطلاق النار ممتدا حتى الصباح، وعاد المجاهدون وقد أصيب منهم شخص واحد بجراح. قام العرب بقطع أيّ اتصال للمستوطنة بالقدس حتى أوائل أيار، فتكدست محاصيلهم ومنتجاتهم، وكان سكان المستعمرة يتوقعون سقوطها فوجهوا نداء إلى البريطانيين الذين قاموا بنقل النساء والأطفال من المستوطنة إلى القدس. انسحب الجيش البريطاني من تلك المنطقة في 14/5/1948، وأخلوا مطار قلنديا، فاحتلّه سكان المستعمرة، لكن قيادة الهاغانا أمرتهم بالانسحاب من المستوطنة فورا، فغادروها ليلا تاركين دوابهم وأثاثهم واتجهوا إلى مستعمرة النبي يعقوب بعد أن زرعوا المفارق بالألغام.
معركة عكا:
أرسل جيش الإنقاذ قوة للدفاع عن عكا، لكن اللجنة القومية قالت إنّ هذا سيكون سببا يجعل الصهاينة يعتدون على المدينة. ثمّ عدلت اللجنة عن رأيها حين كمن الصهاينة لقافلة عربية تحمل سلاحا من لبنان بتاريخ 17/3/1948، وأطلق الصهاينة النار على القافلة بجوار مستعمرة موتسكين وقتلوا 14 رجلا من رجالها، من بينهم الشهيد أحمد الحنيطي قائد منطقة حيفا. وفي صباح 18/3، كمن عدد من سكان عكا لسيارة صهيونية وقتلوا ركّابها الأربعة، وبعد أيّام أحرق العرب سيارة نقل صهيونية مصفّحة وأحرقوها. بعد سقوط حيفا في 21/4/1948، استتبّ الأمر للصهاينة، وبدأوا بتنفيذ خطة “بن عامي” لاحتلال عكا، وذلك بتطويق المدينة واحتلال تل الفخار شرق عكا. وبعد قصفها بالمدافع هاجم الصهاينة المدينة يوم 25/4 واحتلوا المقبرة الإسلامية جنوب شرق عكا. فبدأ سكان عكا بالنزوح فزاد الصهاينة ضغطهم على المدينة ولوّثوا مياه نبع الكابري بجراثيم التيفوئيد. وفي صباح 15/5 شن مناضلو عكا هجوما على الصهاينة لكن المدفعيّة أجبرتهم على الانسحاب بعد أن خسروا 60 شهيدا. انسحبت وحدة جيش الإنقاذ من المدينة يوم 16/5 فلم يبق فيها إلا قليل من المقاتلين الذين استسلموا في مساء نفس اليوم. ودخل الصهاينة المدينة وارتكبوا مجزرة راح ضحيتها 91 شخصا بينهم نساء وأطفال وشيوخ. وبنى الصهاينة نصبا كتب عليه “تخليدا لذكرى 750 من المقاتلين الذين سقطوا أمام أسوار عكا”.
معركة غور الصافي:
غور الصافي يقع جنوب شرق البحر الميت، على بعد 8 كم من المستعمرة التي أنشأتها شركة البوتاس الصهيونية. بعد أن أخلى الصهاينة كامل منشآت شركة البوتاس بناء على اتفاق مع السلطان البريطانية والأردنية، هاجموا غور الصافي فجر 2/6/1948، بعد أن زرعوا الألغام في طريق الغور ـ الكرك، وبعد أن قطعوا أسلاك الهاتف للحيلولة دون وصول النجدات الأردنية. بعد أن استولت القوة المهاجمة على مساحة واسعة من الغور، قامت بتطويق مخفر الدرك الأردني، وكاد المخفر يسقط في أيديهم لولاء وصول مفرزة من الجنود الأردنيين قامت بإصلاح خطوط الهواتف وطلبت النجدة ونظّفت الطريق من الألغام وبعد ذلك راحت تصبّ نيرانها على القوات المهاجمة. وبوصول الخبر إلى عمّان، قامت 3 طائرات أردنية بالتحليق فوق مكان القتال، فانسحب المهاجمون تحت كثافة نيران المعركة التي اشتدت بسبب ارتفاع معنويات الجنود الأردنيين برؤيتهم الطائرات، وقد تكبد العدو حوالي 40 إصابة وطاردتهم الجنود حتى مداخل المستعمرة.
معركة قاقون:
قاقون قرية عربية شمال غرب طولكرم. في النصف الأول من عام 1948، جرت عدة معارك بين أهالي قاقون والصهاينة انتصر فيها أهالي قاقون ولم يخسروا غير 3 شهداء وبعض الجرحى. بعد انسحاب الجيش العراقي من معركة غيشر، حطّ رحاله في مدينة طولكرم وأخذ يقصف المستوطنات القريبة المدفعية. وقرر الصهاينة زيادة عمق منطقتهم، فاختاروا قرية قاقون لهجومهم، وكلفوا أحد الألوية باحتلالها، وفي مساء 4/6/1948 بدأ الإسرائيليون بقصف القرية فاستشهد 10 من سكانها وجرح 10 آخرون، فرحلت النساء والأطفال إلى البيارات شرق القرية واستعد الرجال للقتال. صباح 5/6 بدأ الإسرائيليون بالتحرك باتجاه القرية مستفيدين من ساتر السكة الحديد الترابي، ولكن ما إن تجاوزوا هذا الساتر حتى تعرضوا لمقاومة عنيفة، لكن المهاجمين وصلوا إلى مشارف القرية. ورغم تحرّك بعض وحدات الجيش إلا أنها لم تتمكن من صد الهجوم الإسرائيلي، فسقطت قرية قاقون بعد استشهاد 40 من رجالها و 17 من المفرزة العراقية. وحاولت القوات العراقية استرداد القرية بعد ذلك لكنها فشلت فقامت بقصفها.
- الصورة المرافقة لجنود من قوات عربية تقاتل على أسوار القدس بتاريخ 6-3- 1948
-يتبع-
اضف تعليق