“هل الخيانة طبع في الرّجل أم أنّه يجد نفسه مدفوعا إليها؟”
أحمد يحبّ أميرة منذ أيّام الجامعة، ثمّ تزوّجا واستمرّت حياتهما مستقرّة وجميلة، لكنّ أميرة اكتشفت أنّه يخونها مع أخرى. فهل فعل أحمد ذلك بقصد أم أنّ أميرة هي التي دفعته ليخونها؟
في مقالته “الأسباب العشرة لخيانة الرجال/The 10 Reasons Why Men Cheat” يبيّن الكاتب روبرت ويس/Robert Weiss أنّه ليس للخيانة سبب معين، لكنها تكون أحيانا لأنّ الشخص الخائن بطبعه غير ناضج ومفتقد للأمان فيضطرّ لخيانة الطرف الآخر في العلاقة لتعويض هذا النقص. فهو لا يزال يرغب في حيازة إعجاب امرأة أخرى أو أن تحبّه امرأة أخرى إضافة إلى زوجته أو حبيبته، لأنّه جائع للاهتمام، يسدّ جوعه بالخيانة. فمهما كان عطاء من معه، وإن أشعلت أصابعها شمعا، سيخونها. يقول ويس أيضا أنّ المرأة التي في علاقة بالخائن قد تساهم في ذلك. فممّا يبرّر الخيانة مثلا أنّه حين تزوّج حبيبته وعاش معها فترة، اكتشف أنّها لم تكن امرأة أحلامه فعلا. وبالتالي يضطرّ لخيانتها لأنّها لم تحقّق تطلّعاته، فهي أشعلت له أصابعها شمعا لكنّه يريدها أن تحترق كلّيا.
في الحقيقة، بعد تفكير توصّلت لأنّ الخيانة لا يمكن أن تكون مبرّرة. وفكرة تبريرها تكاد تماثل فكرة تبرير التحرّش بسبب لباس المرأة، أو تبرير السرقة بسبب الحاجة للمال. وفي النهاية، كلّها أعذار مختلقة. ففي وجهة نظري الخيانة طبع! وهنا يأتي السؤال اللّولبي:” كيف نكتشف الطبع قبل الارتباط أو حتّى قبل التّعمّق في علاقة الحب؟”
يؤسفني أن أقول أنّ العلم لم يتوصّل بعد لمعرفة طباع النّاس أو ضمائرهم، لم نستطع بعد أن نكتشف خبايا النفس البشرية. فهو طيب وجميل، لكنّه في داخله مليء بالعقد. وهي خجولة بالكاد تسمع صوتها لكنّها حقودة وفي داخلها غلّ تجاه أغلب من حولها. فللأسف إذا لم يستطع الشخص أن يستشفّ طباع شريكه بالمعاشرة أو الذّكاء العاطفي، يمكن أن يصاب بصدمة بعد فترة.
فلننظر للأمر من ناحية أخرى، اكتشفت أميرة أنّ زوجها يخونها بعد زواج دام عشر سنوات، ستشعر بأنّها منحت ثقتها وقلبها للشخص الخطأ، ستشعر بالقهر والندم والخيبة، لكنّ هذا يجب أن لا يُفقدها ثقتها في نفسها! هذا الأهمّ. إنّ أكثر ما يؤلم المرأة إذا خانها زوجها، ليس فعل الخيانة في حدّ ذاته بقدر ماهو فقدانها ثقتها في نفسها. تغرق في التفكير في ما تشعر به عشيقة زوجها مثلا، تتساءل ما الذي دفعه للخيانة، كيف أوصلته لهذا، ما الذي فعلته حتّى خسرت حبّه.
أمّا الأسوأ من خيانة الجسد فهي خيانة الروح والفكر، إذ يكون الرجل بجسده مع امرأة لكنّ قلبه قلبه وفكره مع غيرها. ورغم هذا عليها أن تكون قويّة ولا تفقد ثقتها وتقديرها لنفسها. يجب أن تدرك أنّها ليست السبب في الخيانة بأيّ شكل وأنّ من خانها لا يستحقها ولا يشرّفها الاستمرار معه. الخيانة طبع.. ليست أبدا سلوكا مبرّرا!
اضف تعليق