هل يمكن أن يعيش اثنان قصّة حبّ من خلال الانترنت؟! هل الحب عبر الانترنت حقيقي؟!
بدأت القصّة حين صادفت كورا/Cora منشورا على موقع “Craigslist” الإعلاني. يقول صاحبه ويل/Will أنّ لديه تذاكر مجانية لفيلم ما ويسأل إن كان أحد مهتما بالأمر. تواصلت معه كورا وقالت أنّها بحاجة لتذكرة وهكذا دار بينهما حوار وتعارف. وتدريجيا، اكتشفت كورا أنّ ويل فنّان وأعجِبت بأعماله. ومن جانبه، أُعجب ويل بشخصيتها. وهكذا قرّرا أن يلتقيا، خاصّة وأنّ كورا قد وصلت نيويورك حديثا ولا تزال تجهل الكثير عن المدينة. وفعلا التقى الاثنان وشربا قهوة معا وتحادثا وبدا أنّ هناك الكثير من الأشياء المشتركة بينهما. أصبح ويل وكورا صديقين، وتعمّقت العلاقة حتّى تزوّجا وأنجبا أطفالا وهما يعيشان الآن حياة سعيدة.
في مقالة لها في هافنغتن بوست/Huffington Post، تقول الكاتبة آشلي ريتش/Ashley Reich أنّ حوالي واحدة في كلّ 3 علاقات في أمريكا في الوقت الحالي قائمة من خلال الأنترنت! فالتواعد عبر الانترنت/ Online Dating أصبح عاملا مهما جدا في العلاقات. لكن كيف حصل هذا؟ إذا عدنا للزّمن الذي لم يكن فيه انترنت، سنجد أنّ الرّجل والمرأة كانا ينجذبان لبعضهما من خلال المقابلة الشخصية أو حتّى التواصل الحسي. في المقابل، المعلومات التي يحصل عليها كلّ منهما عن الآخر، ليست بالكمّ الهائل الموجود حاليّا على الانترنت. فإذا أُعجبت بفتاة مثلا، أشاهد صورها وتاريخها وأفكارها في ما تنشره أو ما تتفاعل معه من المنشورات. عندي إذن معلومات عنها أكثر ممّا كنت أتوقّع!
أمر آخر، في ما مضى كان من الصعب أن تقول لشخص ما أنّك معجب به/بها، أمّا الآن فكلّ المطلوب أن ترسل له/لها رسالة على الخاصّ. إذا لم تحصل على ردّ، فكأنّ شيئا لم يكن. وإذا كان هناك ردّ، وحصل نقاش بينكما يمكن أن تقرأ كلامك قبل إرساله وتصحّح وتمسح كما تشاء. مقارنة بـ”أيّام زمان”، فكرة التّعارف من خلال الأنترنت فكرة عبقريّة من الدّرجة الأولى وقصّة كورا وويل خير مثال، لكن في الحقيقة ليس كلّ اثنين تعارفا عبر الانترنت سيكونان مثل ويل وكورا. في مقالة لها، تقول الكاتبة كيرا أستريان/Kira Asatryan، مهما كان الحوار الإفتراضي غاية في العبقريّة لا يمكن أن يضمن استمرار أيّة علاقة. في هذه الحالة، هل تكون إجابة السؤال الأساسي: “هل يمكن أن يحبّ اثنان بعضهما من خلال الانترنت؟” نعم أو لا؟
إذا لم يكن هناك تطوّر في شكل العلاقة تصبح الإجابة لا.
نعم يمكن أن يتحابّا لكن، إذا لم يكن هناك تطوّر في شكل العلاقة تصبح الإجابة لا. مكنت الأنترنت الناس من التعارف بصورة أقوى وأعمق والتقرّب من بعضهم أكثر، لكن مهما كان ذلك قويّا وفعّالا فهو مجرّد بداية. يجب أن يكون هناك تفاعل مادي ومرئي بين الإثنين، أن يلتقيا ويتعاملا مع بعضهما البعض، أن يختبرا بعضهما في الظروف الواقعية قبل أن يقررا أنّ ما بينهما حبّ حقيقي وليس مجرّد إعجاب أو نزوة. من الضّروري أن يحرص الطّرفان أن لا يكون الهدف من العلاقة التلاعب بمشاعر الآخر واستغلال عاطفته. كلّ شخص واع وناضج قادر على تمييز العلاقة الحقيقية حتّى وإن بدأت بمنشور على فيسبوك والعلاقة الطفوليّة الساذجة وإن كانت موجودة منذ سنوات.
لا داعي لرفض المشاعر الافتراضية أو الاستهانة بها. ولا داعي أيضا للارتباط بها أو نعطيها صبغة الواقع المطلق قبل التحقق من جدّيتها وصدقها. ربّما إذا أخذت كورا “سكرين شوت” لويل وقالت أنّه متحرّش وقليل أدب أو أنّ ويل تعامل معها على أنّها فتاة “رخيصة” دخلت تكلّمه دون سابق معرفة، ما كانا ليعرفا بعضهما البعض ويعيشا حياة سعيدة. الفرصة موجودة، طالما نحن نرحّب بها!
اضف تعليق