«الخيال هو السلاح الوحيد ضد الواقع وقت الحرب.» — لويس كارول، أليس في بلاد العجائب.
«بقدوم طفليّ إلى العالم، ظهرتْ صوري الفوتوغرافية. لقد كانا هما موضوع صوري وسببها، ومازالا. إنهما من يقرّران اختيار موضوع كلّ صوري. التصوير الفوتوغرافي بالنسبة لي ليس مجرد اقتناص للحظات التي أعيشُها مع أطفالي، بقدر ما هو تسجيل لمشاعري الشخصيّة التي قد تكون قويّة أحيانـًا، وضعيفة أحيانـًا أخرى. إنّه الكيفية التي “أسرق” بها نظرة ومشاعر أطفالي التي تكوّن جزءًا كبيرًا من مشاعري. علاوة على البهجة والبسمة التي تضفيها تعبيراتهما وتأمّلهما وحتّى حزنهما. أثناء التصوير، أتحاشى أن أرجع إلى العالم الحديث، حيث أقوم بمحاولة إدخال أطفالي إلى مَناخ قصص الجنيّات الخياليّة. ما يلهمني كمصوّرة فوتوغرافيّة، هو كلّ ما يحيط بي من الأضواء، الأماكن التي أعيش فيها، وكذلك التي استطعتُ أن أزورها، والتي قد تكون مشروعات أوليّة للصور التي أقوم بالتخطيط بتصويرها.»
س: أهلاً ماجدلينا! هل من الممكن أن تخبرينا عن نفسكِ؟ أين ولدتِ؟
ج: أنا أمّ لطفليْن، أبلغ من العمر 39 عامـًا، أعيشُ وأعمل في بولندا.
س: كعادة الأسئلة المعروفة.. نريد أن نعرف كيف ابتدأتِ التصوير الفوتوغرافي؟ أخبرينا عن هذه العَلاقة الوطيدة بينكِ وبين الكاميرا؟
ج: التصوير كان دائمـًا حاضرًا في حياتي؛ لكنه صار شغفي عندما جاء طفليّ إلى الحياة. كانا ومازالا هما السبب في ذلك.
س: صور طفليْك مُميزة للغاية، ومُلهمة للعديد من المُصوّرين في جميع أنحاء العالم. هل حلمتِ من قبل أن تصبحي مصوّرة مشهورة؟ هل يمكنكِ إخبارنا كيف حصلتِ على هذه الشهرة؟
ج: أنا لم أحلم قط بالشهرة أو أن أكون مشهورة. إنني حتى لا أظن أنني كذلك. أنا أحبّ فقط ما أقوم به. التصوير الفوتوغرافيّ هو شغفي وليس مهنتي. أنا لا أعرف حقـًا متى صارت أعمالي مشهورةً. كلّ ما في الأمر أنني اشتركتُ في مسابقة للتصوير برعاية المنظمة الفيدرالية للتصوير الفنيّ الفوتوغرافي FIAP، ثم بعد وقت قصير صرتُ الفائزة.
س: هل تعتبرين نفسك مُنعزلة أم اجتماعيّة؟ كيف هو شعور أن تكوني محطـًا لنظر العديد من الناس الذين ينظرون، يسألون، يعجبون، وربما كذلك يحكمون على عملكِ من الثانية الأولى التي تنشرين فيها أعمالكِ؟
ج: الأمر ليس بهذه البساطة. أنا كلاهما بعض الشيء.
س: الصور التي تجمعكِ بطفليْك شديدة اللطف، تتسم باختلاف تام عن الصوّر العائليّة المعروفة. كم مرّة تقومين بأخذ صور لكِ مع أطفالكِ؟
ج: أقوم بتصوير نفسي مع أطفالي في الوقت الذي أحتاجُ فيه ذلك. أحيانـًا تكون رغبتي قوية، وأحيانـًا ضعيفة.
س: ما هي الأشياء التي تلهمكِ؟
ج: الحياة، الناس، الأماكن، الألوان، الضوء. فقط هذه الأشياء القليلة.
س: أين و كيف تقومين ببيع أعمالك المصوّرة المطبوعة وألبوماتكِ؟
ج: أنا لا أبيع أعمالي المطبوعة. أوّل ألبوم لي اسمه “ظلال الطفولة”، بعتُه بواسطة موقع Blurb. العديد من البورتيرهات المصوّرة تم إدراجها على أغلفة بعض الكتب.
س: هل يحبّ طفلاكِ أن يكونا موديلا لآلة تصويركِ؟ هل يظهران اهتمامـًا بعدسة الكاميرا التي يكبران أمامها مع الوقت؟
ج: في البداية، كلا طفليّ يتعاملان مع الكاميرا على أنها جزء من جسدي. إنهما يعرفان ويفهمان أنّ التصوير مهمٌ بالنسبة لي، والأمر الأهم من ذلك، أنهما أعظم إلهام لي وبالوقت نفسه الفيصل في الحكم على النتائج. أقوم بإظهار أعمالي لهما دائمـًا وأطلب رأيهما.
س: ما الذي تريدين أن تقولي أو تظهري أو تعبّري عنه في أعمالكِ؟
ج: أعمالي بسيطة، هادئة، وهناك قدر قليل من الساحريّة في كثير منها. أريد أن أظهر الساحريّة الموجودة في الحياة اليوميّة العاديّة، وأفضلُ الأشياء هي أبسطها.
س: هل يمكن القول أن أعمالكِ يتم التخطيط ووضع فكرة معينة لها، أم هي عفويّة؟ أخبرينا أكثر عن طبيعة عملكِ.
ج: هذا الأمر يتغير مع الوقت بنمو أطفالي. عندما كانا صغيريْن، كنتُ أقوم بعمل صور أكثر عفويّة. أمّا اليوم، بإمكاني أن أقوم بوضع سيناريو معين لأعمالي، والبعض منها يكون ذو سمة توضيحيّة.
س: كان لديك الفرصة لمقابلة الفائزين السابقين والمتأهلين للنهاية في المسابقة، ما الذي تبحثين عنه في الصورة الفائزة؟
ج: في التصوير الفوتوغرافي، أنا أبحثُ عن شيء مميز، من الصعب تعريفه. بالنسبة لي، الصورة الجيّدة هي التي يجب أن تروي لنا قصة ما. لا يهم إذا ما كانت صورةً للشارع، أو وثائقيّة، أو بورتيريه مأخوذا في مُحترف، إنها يجب أن تحدّثني عن شيء.
س: في النهاية، هل يمكنكِ أن تخبرينا برسالة أو نصيحة توجهينها للمصوّرين الفوتوغرافيّين؟
ج: استمروا في متابعة شغفكم، قوموا بأخذ العديد من الصور، بالنسبة لي، هذه أفضل طريقة لتنمية مهارتكم.
المصادر:
[…] شاهد أيضا “أمّ تصوّر أطفالها صورا ملهمة” […]