إذا كنت معتادا على متابعة نشرات الأحوال الجوية، لابد أنّك قد سمعت ما يلي “تمرّ المنطقة قريبا بمنخفض جويّ، ومن المتوقّع نزول كميّات كبيرة من الثّلوج” أو “بعد مرور المنطقة بمنخفض جويّ، يعود الطّقس لحالة من الاستقرار.” فمن الثابت أن الضّغط العالي يرتبط عموما بالطقس الجميل، بينما يرتبط الضّغط المنخفض عموما بالطّقس الغائم أو الأمطار أو الثّلوج. ولكن هل تساءلت يوما لماذا؟
لفهم أنواع الأحوال الجوية المرتبطة عموما بارتفاع وانخفاض الضغط، يجب أن نفكّر “عموديّا أو رأسيا”. فحركة الهواء في الجوّ، فوق رؤوسنا، تلعب دورا كبيرا في تشكّل الطقس الذي نعيشه على سطح الأرض. يبرد الهواء كلّما ارتفع أو صعد في طبقات الجوّ. ويمكن أن يتسبّب هذا في تحوّل بخار الماء في الهواء إلى قطرات ماء، أي أنّه يتحوّل من الحالة الغازيّة إلى الحالة السّائلة. وفي بعض الأحيان، يتسبّب في تشكّل الغيوم وهطول الأمطار. من ناحية أخرى، يرتبط الهواء النّازل بالحرارة والجفاف. وبالتّالي، أوّل نقطة هامّة يجب وضعها في الاعتبار هي:
هواء صاعد=رطوبة، هواء نازل= جفاف
ما علاقة هذا بارتفاع وانخفاض الضّغط؟ حسنا، يرتبط ارتفاع الضّغط بالهواء النّازل بينما يرتبط انخفاض الضّغط بالهواء الصّاعد. لكن لماذا؟ الأمر مرتبط بالتّيارات الهوائيّة حول الضّغط العالي/المرتفع والضّغط المنخفض. فيزيائيّا، قد يبدو منطقيّا أن يكون تدفّق الهواء من الضغط العالي إلى الضّغط المنخفض. ولأسباب ترتبط بدوران الأرض والاحتكاك، تتّجه التّيّارات الهوائيّة إلى الدّاخل نحو مركز الضغط المنخفض وإلى الخارج بعيدا عن مركز الضغط العالي:
تحرّك الهواء إلى الدّاخل في ضغط هوائيّ منخفض يجعله يتجمّع ونظرا لأنه لا يمكن أن يتحرّك إلى الأسفل بسبب السطح، يُضطرّ الهواء إلى الارتفاع، مما يؤدي إلى تكاثفه ومن ثمّ هطول الأمطار، كما أسلفنا. يحدث العكس مع ارتفاع الضّغط. فيتحرّك الهواء مبتعدا عن مركز الضّغط العالي على السّطح. ونتيجة لذلك، يجب أن ينزل الهواء من أعلى ليأخذ مكانه. يترافق التّدفق السّطحي مع حالة معاكسة في المستويات العليا من الغلاف الجوي، كما يبين الرّسم التّالي:
هناك الكثير من التّفاصيل لشرح الموضوع، فهو أكثر من مجرّد ارتباط الطّقس الجيّد بالضّغط المنخفض والطّقس السّيّء بالضّغط المنخفض، لكنّ هذه اللّمحة تساعد على فهم أوّلي للموضوع.
المصدر:
http://www.weatherworksinc.com/high-low-pressure
اضف تعليق