The Revenant /العائد من إخراج Alejandro G. Iňárritu وفوق ذلك من بطولة Leonardo DiCaprio. منذ أن سمعت بهذه الشّراكة وأنا أنتظر الفيلم بفارغ الصبر وكنت متأكدة أنّه سيكون فيلما استثنائيّا.
قرأت عنه كثيرا، عن قصّته المبنيّة على أحداث حقيقيّة وعن ظروف التّصوير الصّعبة لأنّ الفيلم قد تمّ تصويره في جبال وغابات في كندا والأرجنتين حيث الطّبيعة القاسية هناك والمناخ الصّعب، إذ تصل درجة الحرارة إلى 30 درجة تحت الصّفر. إضافة إلى ذلك اعتمد المبدع Emmanuel Lubezki في التّصوير فقط على الضّوء الطبيعيّ ليكون أكثر واقعيّة وإقناعا. وهذا ربّما قد يمنحه الأوسكار الثالث بعد فيلمي Birdman وChildren of Men. قرأت أيضا عن التّضحيات التي قام بها Leonardo DiCaprio. والذي صرّح هو بدوره أنّ The Revenant/العائد هو الفيلم الأصعب في مسيرته. فالغطس في المياه المتجمّدة والنّوم مع جثث حيوانات حقيقيّة متعفّنة ليست أمورا هيّنة.
بالنّسبة للقصّة، تدور الأحداث في الفيلم ظاهريّا حول الانتقام. عام 1823 يتعرّض الصيّاد (ليوناردو دي كابريو) لهجوم من قبل دبّ. يقوم رفيقه (توم هاردي/Tom Hardy ) بقتل ابنه و تركه ليموت في البراري المتجمّدة، إلّا أنّه ينجو ويمضي في رحلة للبحث عن من خانه طولها 320 كيلومتر. لكنّ الفلم رغم قسوته لا يخلو من الجانب العاطفي الذي يتلخّص في علاقة الأب بابنه و زوجته التي قُتلت. فالبطل تطارده الذّكريات ولا يستطيع الهروب من فكرة أنّه فقد كلّ الأشياء الجميلة إلى الأبد. وهنا يظهر إبداع الممثّلين والمخرج.
رغم قلّة الحوار، تكمن القوّة التعبيريّة في ملامح الممثّلين وأوّلهم De Caprio الذي قدّم أفضل أداء له منذ بداية مسيرته. قدّم أقصى ما يمكن أن يقدّمه ممثّل. وكأنّ حياته متوقّفة على هذا الفيلم. كما أنّ المخرج استطاع أن يجول بنا وسط الممثّلين فتشعر في أغلب الأوقات أنّك بينهم. هذا بالإضافة إلى تركيزه على الملامح والتّعابير، باعتماده العديد من اللّقطات المقرّبة حتّى تشعر أنّك تقاتل مع البطل، من أجل النّجاة، ضدّ الطّبيعة وضدّ البشر. أمّا Tom Hardy فكان أداؤه بارزا حيث أدّى دور القاسي المتعصّب الذي يفعل أيّ شيء من أجل البقاء، لكنّه أقنع بأداءه واستطاع أن يوصل لنا شخصية الصيّادين في ذلك الزمن حيث البقاء للأقوى.
فكرة المخرج واضحة: فيلم متقن فنّيّا. حاول أن يبني قصّة سردية تُمتع المشاهد بجملة بصرية بين كل لقطة ولقطة تقريبا. أدرك ايناريتو كيفيّة إستغلال أماكن التصوير والمناظر الطّبيعية المنعشة مع موسيقى تصويرية تأمّلية، بسيناريو مزدحم بالأحداث والتفاصيل وبأقلّ حدّ ممكن من الحوارات. الجانب العاطفي؟ كأغلب أفلام ايناريتو، ضعيف جدّا! هذا الفيلم الملحميّ هو رحلة للبقاء والانتقام والهروب من الماضي. فيلم ينقل لنا معاناة الأبطال بكلّ تفاصيلها الجميلة والقبيحة. فيلم لن تكتفي بمشاهدته مرّة واحدة. صحيح أنّه لا يناسب جميع الأذواق. يمكن أن يبدو لك The Revenant وحشيّا أكثر ممّا ينبغي ومكرّرا في بعض المشاهد، لكنّه بالنّسبة لي من أروع وأجرأ الأفلام التي شاهدتها.
الجوائز والتّتويجات:
تمّ ترشيح The Revenant /العائد لحدّ الآن تم ترشيحه لـ78 جائزة منها 4 Golden Globes لسنة 2016، حصد منها ثلاثا، هي جائزة “أفضل ممثل” والتي انتزعها Leonardo DiCaprio بجدارة، وجائزة “أفضل فيلم درامي” بالإضافة لجائزة “أفضل مخرج” والتي ذهبت للمكسيكي Alejandro González Iñárritu. في إنتظار بقية المهرجانات ومنها الأوسكار الذي يتوقع أن يفوز فيه بأكثر من جائزة متعلّقة بالتمثيل والإخراج والتصوير
شريط عرض الفيلم:
https://www.youtube.com/watch?v=LoebZZ8K5N0
اضف تعليق