المولد والنّشأة:
ولدت زلفة السعدي سنة 1905 في القدس وهي من عائلة السّعدي المعروفة في المدينة القديمة والتي تحمل “حارة السعديّة” هناك اسمها. رغم أنّه لم يكن مألوفا في ذلك الوقت أن تمارس النّساء هذا النّشاط فقد تدرّبت وهي صغيرة على يد رسّام الأيقونات المعروف في القدس نقولا الصايغ. وقد توفّي هذا الأخير سنة 1930 وهو الذييعتبره الفنّان التشكيلي الفلسطيني كمال بلاطة “عميد المعلّمين والحرفيين لمدرسة القدس في الفن الأ يقوني”. وقد تزوّجت سنة 1938 من سيف الدين الدجاني من القدس.
المعرض:
عرضت الرّسامة مجموعة لوحاتها الأولى في المعرض العربي القومي الأوّل الذي أقيم في المجلس الإسلامي في القدس سنة 1932. وقد أقامته شركة المعرض العربي بفلسطين المحدودة، واشتمل على أجنحة للمنتجات الصناعية والزراعية والفنية. أبدى الكثير من الزّوّار البارزين للمعرض إعجابهم بأعمالها وعبّر عن ذلك حوالي 500 زائر من فلسطين ولبنان ومصر وسوريا والأردن والعراق. تميّزت زلفة السعدي برسم لوحات لشخصيّات معروفة لها مكانة أدبيّة وتاريخيّة مثل صلاح الدين الأيوبي، الشريف حسين وابنه فيصل الأوّل، جمال الدين الأفغاني، عمر المختار والشّاعر أحمد شوقي. معلّقا على أعمالها، قال الرّسام الفلسطيني الرّاحل إسماعيل شموط بأنّ لوحاتها التي شاهدها، أو بقايا لوحاتها (عددها ـ 25) تناولت إلى جانب الشخصيات المعروفة مواضيع مثل المناظر الطبيعيّة، الشّخصيّات الشعبيّة والطبيعة الصّامتةكالزهور والفواكه. وقد رسمت معظم لوحاتها على القماش الخاصّ بالرّسم الزيتي والبعض الآخر على قماش ملصَق على كرتون.
قرأ إسماعيل شموط شهادتين تخصّان زلفة السّعدي، رسمهما الفنان جمال بدران وطبعتهما مطبعة العرب بالقدس باسم المعرض العربي القومي في القدس بتوقيع رئيس مجلس إدارة المعرض حينها أحمد حلمي عبد الباقي. يقول نصّها “إن مجلس إدارة المعرض قد منح السّيدة زلفة السعدي عن معروضاتها: الصّور الزيتية ـ شهادة من الدرجة الأولى بناء على قرار لجنة التحكيم ـ 2/8/1933”. أمّا بخصوص أسلوبها فيقول المبدع الفلسطيني شمّوط أنّها “كانت متمكّنة من استعمال الأدوات الفنية بشكل جيد ولافت للنظر”. وقد “أفلحت في معالجة البعد الوهمي وبرعت في إتقان التفاصيل. لغتها التعبيرية خلت من المسحة الفطرية واستخدمت الصورة الفوتوغرافية لتنقل عنها الملامح البشرية بالأسلوب التمثيل.” كما وصف كمال بلاطة أسلوبها بأنّه يتميّز بدقّة النّقل.
حياة اللّجوء:
اضطرت زلفة السعدي لمغادرة بيتها في القدس، عندما تعرّضت الأحياء السّكنية لهجمات القوّات الصّهيونيّة، في ربيع عام 1948. وقد حملت معها ما استطاعت من أعمالها الفنّيّة. ثمّ هاجرت إلى دمشق واتخذتها مسكنا، حيث عملت مديرة لمدرسة اللد التابعة لوكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). كما يقال أنّها علّمت فنّ الرّسم للأطفال اللاجئين في مدارس الوكالة. توفيت الرّسامة الفلسطينيّة في سوريا سنة 1988، عن عمر يناهز الثلاثة والثمانين عاما. وقد ظلّت مجهولة لدى الفنانين الفلسطينيّين رغم أنّها كانت تقيم في دمشق، حتّى اكتشفها الفنان الفلسطيني محمود طه ولو متأخّرا، لتُعرضَت لاحقا بعض لوحاتها في المتحف الوطني الأردني.
بعض الأعمال:
المصادر:
كم انا سعيد بغنى المعلومات القيمة عن السيدة زلفى السعدي وهي قريبتي من طرف والي المرحوم والمناضل الفلسطيني حسن على كجه “ادكيدك” وزلفى السعدي هي عمتي اخت والدي من امه ولنها كانت تكبر والدي كنا ندعوها بعمتي زلفى وهي من كانت تناديني في صغري بالباش مهندس وحافظت على هذا الاسم لليوم د. مهندس محمد واعتقد جاسما ان هواية الرسم وراثية فخرج من بيتنا انا واختي الكيرى هاويين للرسم والنحت ووهوايات اخرى … وانا من المؤسسين لندوة الرسم والنحت الاردني في العام 1962 …. وسافرغ على الحوحل سيرتي الذاتية من 1948 لليوم ……….. رحم الله عمتي زلفى ولها الفضل الكبير على مثابرتها ونصحها للعلم والتعليم وحب القس وفلسطين ,,,,,, وبقيت نبراسا محرضا للعلم والمعلرفة والمفتش العالم لمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في سوريا حتى وفاتها وآخر دعم لنا كان احتضان شقيقتي اثنا دراستها في جامعة دمشق وحتى اسكنتها في بيتها رحمها الله واكثر من مثيلاتها فلسطسنيات وعربيات وطنيات …..
يسرّني جدا مرورك على هذه المادة، وسعادتك بها، خاصة وأنت من عائلة السيدة زلفى السعدي رحمها الله. شكرا لفلسطين التي قدّمت وتقدّم لنا وللعالم المبدعين، وشكرا لك على المعلومات الإضافية التي قدمتها لنا في تعليقك. أطال الله عمرك وأدام جينات الإبداع في عائلتكم.