أكتب اليوم عن الطّبيب. بدايةً، قرار الذّهاب إلي طبيب نفسي من أشجع القرارت التي يتخذها مريض الاكئتاب. واجهت نفسي كثيرا قبل أن أتخذ قرار الاستعانة بطبيب. العادات ونظرة المجتمع للمرض النفسي وصدمة الأهل إن علموا بمرضك ولم يستوعبوا فكرة المرض عوامل كثيرة وحرب نفسية شعواء. حسمتُها بعد أن أرهقتني الأعراض -لا نوم، لا تركيز، لا سعادة .. إلخ -. ونصيحتي لكلّ من يشعر أنّه مصاب بالاكئتاب أن يستعين بالطبيب فورا دون تردّد.
الأطباء أنواع ومدراس في العلاج. بالطّبع أنا لست طبيبا كي أوضّح، فهذا الأمر شأن المتخصصين. ولكنّي عانيت مع طبيبي الأوّل مرار الإفراط في استخدام الأدوية. جرّبت ثلاثة أطبّاء حتّى استقرّ الأمر مع طبيب يهتمّ بالعلاج السلوكي ولا يفرط في استخدام الدواء. مشكلة الدّواء النفسي أن أعراضه الجانبيه كثيرة جدا، وتؤثر بشكل واضح علي جسدك. وهذه المعاناة لا يشعر بها إلّا من جرّب مرارة الدّواء. أمّا عن العلاقة بالطبيب، فهي تكاد تكون أفضل من علاقتك بصديقك الصّدوق. هو الشخص الوحيد تقريبا الذي أعبّر عن كل ما يدور في خلدي أمامه بكلّ صدق. لا أسرار ولا تورية. كلّ ما يشغل بالي أبوح به بكل أريحية وثقة.
ثقتك في طبيبك من أهم أدوات العلاج لأسباب كثيرة، الطبّيّ منها يعلمه المتخصّص بدقّة، أمّا الأسباب الأخرى التي أشعر بها -عن تجربتي الخاصّة- فهي تتلخّص في فكرة الرّاحة والبوح دون خوف، وتفريغ شحنات الضغط دون تردّد. بكيت أمام طبيبي أكثر من مرّة. عبّرت عن كلّ ما أخجل أن أبوح به علنا. هو يفهمني أكثر من أيّ شخص آخر ويشعر بآلامي ويلتمس لي العذر. لو أمكنني أن أقبّل رأس كل طبيب نفسيّ يخفّف عن مرضاه ولا يفرط في استخدام الدواء، لفعلت.
شكرا لكم يا من جعلكم الله سببا في تخفيف الآلام!
اضف تعليق