تدخل محطّة البنزين وحين تشمّ رائحة البنزين تشعر بانشراح ومتعة؟ تعتقد أنّك غير طبيعيّ، ربّما أو أنّ لديك خللا في إدراك الرّوائح؟ قلت ذلك لأحد أفراد عائلتك أو أصحابك فسخروا منك واتهموك بالخبل والغرابة؟ اسمح لي أن أقول لك أنّك إنسان طبيعيّ. إنسان طبيعيّ جدا! وفعلا تسبّب رائحة البنزين سعادة لشريحه كبيرة من الناس… لكن ما السّبب؟
توجد في البنزين مادّة اسمها benzene/بنزين -هكذا اسمها فعلا- وهي مادّة عضويّة تمسح أو تزيل مناطق كثيرة في الجهاز العصبيّ فتشتغل كمخدّر مؤقّت للجسم. وهذا ما يمنح الإنسان شعورا بالسّعادة والرّاحة عند شمّها. هناك أمر آخر قد يفسّر الحالة، فالدّكتورة آلان هيرش/Alan Hirsch وهي طبيبة عصبيّة ونفسيّة، تُرجِع حبّ الإنسان لرائحة البنزين لذكرياته! تقول الدّكتورة آلان أنّ البترول الذي يُستخلَص منه البنزين يُستخدم في صناعات كثيرة أخرى التي منها لعب الأطفال. عندما نكبر، ونشمّ رائحة البنزين نربطه بألعابنا القديمة وذكريات طفولتنا السّعيدة، فنشعر مباشرة بانشراح حين نشمّ الرائحة. هناك نظريّات أخرى تحاول تفسير سرّ حبّ النّاس لرائحة البنزين، لكنّ هذه أهمّها.
فلو سخر منك أحد أصدقائك مرّة خرى لأنّك تحبّ رائحة البنزين، أو أنّ أحدا من عائلتك قد أهانك لأنّك قلت له: “رائحة البنزين لذيذة.” لا تتأثّر بكلامهم ولا تدعهم يمنعونك من متعتك. وأيّا كانت النّظريّة الحقيقيّة لتفسير حبّ الإنسان لرائحة البنزين، فهذا لا يعني أن لا تنشرح وتستمتع بشيء رائع جدّا قد يسبّب لنا شللا في الجهاز العصبيّ أو اختناقا حادّا أو فقدانا مفاجئا لحاسّة البصر أو زيادة احتمال إصابتنا بأمراض مناعيّة وسرطانيّة.. مثل البنزين.
فكرة وإعداد: كيرلس بهجت
إعادة صياغة: نهى سعداوي
المصادر:
اضف تعليق