العنف الممارس ضد المرأة هو “أيّ فعل عنيف تدفع إليه عصبية الجنس ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمانية أو الجنسية أو النفسية، بما في ذلك التهديد بأفعال من هذا القبيل أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة أو الخاصة”. -الأمم المتحدة-
إحصائيات:
في تونس:
- %47،6 من النساء المستجوبات صرّحن بأنّهن تعرّضن مرة على الأقلّ إلى شكل كم أشكال العنف طيلة حياتهن
- أكثر من 4 نساء على عشرة ضحايا العنف صرحن بأنّ العنف سبب لهنّ آثارا سلبيّة على مستوى بدني ونفسي واجتماعي
- أكثر من نصف النساء يعتبرن العنف المسلّط عليهنّ أمرا عاديّا لا يستحق التحادث فيه
- الأغلبيّة منهن مستسلمات لوضعهنّ لأنّهن لا ينتظرن العون من أحد
في العالم:
- %35 من النساء في أنحاء العالم يتعرضن في حياتهن للعنف على يد الشريك الحميم أو للعنف الجنسي على يد غير الشركاء.
- %30 من النساء المرتبطات بعلاقة مع شريك يتعرضن لشكل معين من أشكال العنف الجسدي أو الجنسي على يد شركائهن.
- %38 من جرائم قتل النساء التي يرتكبها شركاء حميمون.
العوامل:
العنف الممارس من قبل الشريك المعاشر والعنف الجنسي:
- تدني مستويات التعليم (مقترفو العنف وضحاياه)
- التعرّض لإيذاء في مرحلة الطفولة (مقترفو العنف وضحاياه)
- شهادة حالات من العنف بين الأبوين (مقترفو العنف وضحاياه)
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع (مقترفو العنف)
- تعاطي الكحول على نحو ضار (مقترفو العنف وضحاياه)
- تعدّد العشيرات أو اشتباههن في خيانة العشير (مقترفو العنف)
- السلوكيات التي تميل إلى تقبّل العنف وعدم المساواة بين الجنسين (مقترفو العنف وضحاياه)
العنف الممارس من قبل الشريك المعاشر:
- خلفية اقتراف العنف أو خلفية الوقوع ضحية له
- الخلافات التي تحدث بين الزوجين وعدم رضا أحدها عن الآخر (مقترفو العنف وضحاياه)
- الصعوبات المواجهة في التواصل بين الشركاء
اقتراف العنف الجنسي:
- المعتقدات الخاصة بشرف الأسرة والعفاف
- المذاهب الداعية إلى تلبية استحقاقات الذكور الجنسية
- ضعف العقوبات المفروضة على مقترفي العنف الجنسي
الآثار:
على المرأة:
- عواقب مميتة، كالقتل أو الانتحار
- إصابات: 42% منالنساء المعنفات تعرّضن لإصابات
- حمل غير مرغوب فيه، إجهاض محرّض عليه (تتضاعف امكانية تعرضه النساء المعنفات للإجهاض)، مشاكل صحية نسائية والإصابة بعدوى أمراض منقولة جنسيا(يتضاعف احتمال الإصابة بفيروس السيدا مرة ونصف عند النساء المعنفات)
- زيادة احتمال وقوع الإجهاض التلقائي والإملاص والوضع قبل تمام فترة الحمل وانخفاض وزن الطفل عند الميلاد
- الإصابة بالاكتئاب واضطرابات الإجهاد اللاحقة للرضوخ، مشاكل في النوم، اضطرابات في الأكل، مِحن عاطفية ومحاولات انتحار
- الإصابة بالصداع وآلام في الظهر والبطن، اضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي، محدودية الحركة واعتلال الصحة بشكل عام
- العنف الجنسي، لاسيما أثناء الطفولة،يزيد احتمال التدخين وإدمان المخدرات والكحول وانتهاج سلوكيات جنسية خطرة في مرحلة لاحقة من العمر
على الأطفال:
يعاني الأطفال الذين نشؤوا في وسط عنيف من آثار آنية ولاحقة:
- اضطرابات سلوكية وعاطفية يمكن أن تؤدي بهم إلى اقتراف العنف أو الوقوع ضحية له في مرحلة لاحقة من حياتهم
- ارتفاع معدلات وفيات الرضّع والأطفال ومعدلات إصابتهم بالأمراض (مثل أمراض الإسهال وحالات سوء التغذية)
الآثار الاجتماعية والاقتصادية:
- العزلة وعدم القدرة على العمل وفقدان الأجر
- نقص المشاركة في الأنشطة المنتظمة
- عدم التمكّن من الاعتناء بأنفسهن وأطفالهن إلاّ بشكل محدود
المرأة مسؤولة:
تعتبر المرأة للأسف مسؤولة عن استمرار العنف المسلّط عليها وذلك لأنّها تواجهه بالصّمت. يل وأكثر من ذلك، فالبعض قد استبطنّ المسؤوليّة عن السلوك العنيف تجاههن ترى العيدي من النساء أنّهن مسؤولات عن العنف ضدّهن وأنّه عقاب مستحقّ بل ويشعرن بالذنب. وهذا ما يجعل العديدات تنكرن تعرّضهن للعنف عندما يقصدن الطوارئ أو المستشفيات رغم وجود أدلّة قوية وواضحة على أجسادهن. يُفسّر هذا بمرور العنف المسلط على النساء من مرحلة التعامل معه كأمر بسيط إلى اعتباره أمرا عاديّا، مما يزيد في خطورة الظاهرة وتفاقمها.
من أكثر أنواع العنف الذي تسكت عنه النساء، مدى الحياة أحيانا هو العنف الجنسي من المحارم. كثير من حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي من الأهل والأقارب لا تكتشف أبدا أو بعد سنوات طويلة. ويعود هذا غالبا للخوف من فقدان العلاقة الزوجية أحيانا، أو خوفا من ردّة فعل الأهل والمجتمع التي تحوّل المعنَّفة غالبا إلى مذنبة ومجلبة للعار والخجل ومشوّهة لشرف العائلة. كما أنّ شدّة الشعور بالعار وامتهان الكرامة يدفع بالنساء إلى اختيار الصمت، لعدم القدرة حتّى على مواجهة الأمر كحقيقة. وهكذا تتضاعف وطأة الموضوع لتزداد المعاناة النفسيّة ويزداد المعتدي وقاحة حتّى، طالما الأمر مسكوت عنه.
الحلول:
تقوم منظمة الصحة الدولية بالتنسيق مع منظمات دولية أخرى ومنظمات وطنيّة بالعمل على مزيد التصدي لللعنف ضدّ المرأة. إذ تُشجّع البحوث والاحصائيات لمتابعة الظاهرة خاصّة مع غياب الوعي من النساء خاصة في المجتمعات الفقيرة، بالإضافة لغياب أيّ برامج وطنيّة جادّة تشرف عليها الدّولة خاصّة في الدّول الفقيرة والنامية.
تبقى امكانية التدخل لعلاج هذه الظاهرة واردة على مستوى فردي واجتماعي. على المستوى الفردي، يكون ذلك بالعلاج النفسي والدعم المعنوي والتأهيل المهني. أما على المستوى الاجتماعي فيكون عبر الدورات والحملات التوعوية المنظّمة والمنتظمة التي تركّز على شرح طبيعة العنف ضد المرأة وأسبابه ونتائجه على جميع الأصعدة وهذا ما نحاول فعله عبر هذا المقال، إيمانا منا بأهميّة الجانب التّوعوي ونشر المعلومة. مراكز الإيواء ومراكز التدخل في حالات الاغتصاب والاعتداء الجنسي والبرامد التلفزية والإذاعيّة التي تبرز النتائج السلبية للعنف وتطرح البدائل اللاعنفيّة ضروريّة جدّا لمقاومة العنف المسلّط على النّساء.
المصادر:
دورة تكوينية للهلال الأحمر التونسي/صفاقس بالتعاون مع الديوان الوطني للأسرة والعمران البشري
https://en.wikipedia.org/wiki/Violence_against_women
http://www.who.int/mediacentre/factsheets/fs239/ar/
اضف تعليق