15 تفصيلا عن مجموعة العشرين G20 وقمّة أنطاليا - تركيا

القمة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين تقام في أنطاليا/تركيا بحضور قادة أكثر الدّول تأثيرا في العالم. هذا المقال يقدّم الحدث العالمي في شكل نقاط في محاولة للإلمام بأهمّ الجوانب.

ما المقصود بمجموعة العشرين؟

مجموعة العشرين أو مجموعة20 / G20 منتدى عالمي تأسّس سنة 1999 تفاعلا مع أزمة التسعينات الماليّة. من أهدافها تعزيز التعاون الدولي والحوار الموسّع بين أهمّ الاقتصاديات المصنّعة والاقتصاديّات النامية مع الأخذ بعين الاعتبار زيادة الثقل الاقتصادي الذي أصبحت تتمتّع به عدّة دول. دراسة وتقييم ومناقشة المشاغل السياسيّة الهادفة لدعم الاستقرار المالي العالمي هي أيضا من اهتمامات مجموعة العشرين.

أرقام هامّة عن G20:

يمثّل أعضاء مجموعة العشرين مجتمعين:

حوالي 85% من الناتج العالمي الخام
80% من التجارة العالميّة
2/3 عدد السكّان في العالم
في الرابط عرض لرسوم بيانيّة لنسب الناتج المحلّي الإجمالي، النموّ، مخزون الذهب، البطالة، التضخّم والدَّين العامّ على التوالي للدول الأعضاء من سنة 2000 حتى سنة 2013 بطريقة تفاعليّة تمكّنك من المقارنة بينها دول مجموعة العشرين في أرقام

النشأة والتنظيم:

مجموعة العشرين هي آخر مبادرة من سلسلة مبادرات دوليّة تلت الحرب العالميّة الثانية بهدف التنسيق الاقتصادي دوليّا، مثل البنك الدولي ومنظمة التجارة العالميّة وصندوق النقد الدولي وغيرها من المؤسسات الدّوليّة. أنشأت المجموعة على هامش قمة مجموعة الثمانية في واشنطن سنة 1999 في اجتماع لوزراء ماليّة العشرين دولة بهدف تعزيز الاستقرار المالي الدولي وإيجاد فرص للحوار في إطار أوسع يجمع الدول الصناعية والدول الناشئة.

هذه السنة تنعقد القمّة التاسعة عشرة لمجموعة العشرين. وكانت أوّل قمة قد انتظمت في برلين/ألمانيا سنة 1999 على مستوى وزراء الماليّة. منذ سنة 2008 حتّى سنة 2011 اجتمع أعضاء المجموعة دوريّا في لقاءات قمّة نصف سنويّة. ومنذ قمّة كان/فرنسا في نوفمبر 2011، تقرّر عقد القمّة سنويّا.

الأعضاء العشرون:

تضمّ المجموعة كلّا من الأرجنتين، أستراليا، البرازيل، ألمانيا، إندونيسيا، الهند، إيطاليا، اليابان، السعودية، المملكة المتحدة، المكسيك، الولايات المتحدة، الصين، تركيا، جنوب إفريقيا، فرنسا، روسيا، كوريا الجنوبيّة وكندا بالإضافة للاتحاد الأوروبي. سنويّا، تضمّ قائمة ضيوف القمّة كلّا من إسبانيا، ممثّل أسيان/ASEAN اتحاد دول جنوب شرق آسيا، بلدين أفريقيين يمثّلان الاتحاد الإفريقي وممثّل نيباد/NEPAD الشراكة الجديدة لتنمية إفريقيا بالإضافة إلى بلد -وأحيانا اثنين- يقوم رئيس القمة بدعوته ويكون عادة من دول الجوار.

توزّع البلدان الأعضاء جغرافيا:

تمثّل كلّ من الصين والهند وإندونيسيا واليابان والمملكة العربية السعودية وكوريا الجنوبيّة القارة الآسيويّة في حين يقتصر تمثيل إفريقيا على جنوب إفريقيا وأمريكا الجنوبيّة على الأرجنتين والبرازيل. إضافة لحضور ممثلين عن الاتحاد الأوروبي، تمثّل أربع دول أعضاء فيه نفسها وهي فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيطاليا بالإضافة لروسيا وتركيا. أمريكا الشماليّة ممثلة بالولايات المتحدة وكندا وتمثّل أستراليا القارة الأستراليّة.

التوزّع حسب التجمعات الدوليّة:

ثلاثة دول من العشرين وهي المكسيك والولايات المتحدة وكندا من النافتا/NAFTA وهي اتفاقية التجارة الحرة لشمال أمريكا.
دولتان من السوق المشتركة
أربعة دول من الاتحاد الأوروبي وهي فرنسا، إيطاليا، ألمانيا والمملكة التحدة.
ثلاثة دول من منظمة المؤتمر الإسلامي العالمي وهي تركيا، إندونيسيا والمملكة السعوديّة.

مناصب القادة الحاضرين في القمّة:

يحضر القمّة عن كلّ دولة عضو الرئيس أو رئيس الوزراء أو المستشار أو الملك حسب النظام السياسي للبلد العضو. كما يحضر وزير الماليّة ورئيس البنك المركزي عن كلّ دولة. بالإضافة لذلك يحضر عن الاتحاد الأوروبي كلّ من رئيس المجلس الأوروبي، رئيس المفوضية الأوروبيّة والمفوض العام للشؤون الاقتصادية والمالية، الضرائب والجمارك.

أوّل قمّة على مستوى قادة دول المجموعة:

بتاريخ 15 نوفمبر 2008، ولأول مرة في تاريخها، اجتمع في القمّة رؤساء الدول والحكومات وليس فقط وزراء المالية كما كان معتادا منذ تأسيس المجموعة. وقد تغيّب هذه السنة الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ونابه في الحضور وزير الخارجيّة.

رئاسة المجموعة:

منذ سنة 2010، تمّ وضع نظام يقسّم الدّول 19 إلى مجموعات من 4 دول على الأكثر، في كلّ سنة تستضيف القمّة وتترأّسها دولة من مجموعة مختلفة. في 2010، استضافت كوريا الجنوبيّة عن المجموعة الخامسة لقاءات القمّة. في السنة الفارطة كانت أستراليا عن المجموعة الأولى، لتستضيف تركيا القمّة هذه السنة عن المجموعة الثانية. والمجموعات على التوالي:

أستراليا، كندا،المملكة العربية السعوديّة، الولايات المتحدة
الهند، روسيا، افريقيا الجنوبية، تركيا
الأرجنتين، البرازيل، المكسيك
فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، المملكة المتحدة
الصين، أندونيسيا، اليابان، كوريا الجنوبية

البلد المستضيف: تركيا

التسمية الرسمية، الجمهوريّة التركية، إحدى دول الشرق الأوسط تقع بين القارتين الآسيوية والأوروبيّة. وهو ما جعل منها بلدا ذا أهميّة جيواستراتيجيّة. تركيا دولة عضو في مجلس أوروبا وحلف شمال الأطلسي، منظمة التعاون والتنمية الاقتصاديّة، منظمة الأمن والتعاون في أوروبا إضافة لمجموعة العشرين. بدأت مفاوضات العضوية الكاملة للاتحاد الأوروبي سنة 2005. وهي أيضا عضو في منظمة التعاون الإسلامي ومنظمة التعاون الاقتصادي. مكّنها موقعها الاستراتيجي ونموّها اقتصاديا وقوتها العسكرية أن تكون قوّة إقليميّة.

كانت تركيا حتى سنة 1922 مركز الامبراطوريّة العثمانية وقد كانت قبل ذلك منطقة تابعة للحكم العربي إبان الخلافة الاسلاميّة قبل الحكم العثماني. تمّ إنشاء الجمهوريّة التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك سنة 1923 ليتواصل النظام الجمهوري حتى اليوم والطابع العلماني الديموقراطي للدولة. نظام الحكم في تركيا دستوري برلماني مركزي، رئيسها الحالي رجب طيب أردوغان ورئيس الوزراء أحمد داوود أوغلو ويترأس البرلمان جميل جيجك. عدد سكان تركيا 76،667،864 نسمة، 70% منهم أتراك، 18% أكراد و12% من عرقيات أخرى.

المدينة المستضيفة: أنطاليا

أنطاليا هي المدينة التركية التي تستضيف لقاءات القمة التاسعة عشر لمجموعة العشرين. تقع على ساحل البحر الأبيض المتوسّط، جنوب غربي تركيا. أنطاليا عاصمة المقاطعة التركية التي تحمل نفس الاسم. تقع المدينة على منحدرات ساحليّة وتحيط بها الجبال مما يمنحها إطلالة طبيعيّة مميزة. مشاريع التنمية والاستثمار التي بدأت في السبعينات حوّلت المدينة إلى منتجع دولي هامّ. حسب الروايات التراثية يقال أنّ أصل تسميتها يعود للقرن الثاني قبل الميلاد حيث أمر الملك أتالوس الثاني رجاله بالعثور على “جنة على الأرض” ليجدوا ضالتهم في منطقة انطاليا. أعطاها الملك اسم أتاليا التي أصبحت أداليا ثمّ أنطاليا.

إطلالة مدينة أنطاليا

استعدت المدينة مطوّلا لاستضافة أهمّ قادة العالم. وقد شهدت لقاءات القمّة حضور تصميمات من المشغولات اليدويّة التقليديّة بالإضافة لأطعمة بنكهات وألوان المنطقة. تمّ تقديم عدّة أصناف رفيعة من الحلويّات التركية الشهيرة “اللّقم” أو “راحة الحلقوم” للرؤساء خلال القمة. وقد تمّ إعداد وتقديم 21 علبة مغلّفة بشكل فرديّ من حلويات الفستق التركيّة. كما تمّ تقديم منسوجات تقليدية عبارة عن شالات تعرف بـ”الموهير” تعود أصولها لمدينة سيرت جنوب شرق البلاد.

حلويات راحة الحلقوم التركية

الاستعدادات الأمنيّة:

ترافقت التحضيرات لقمة العشرين مع استعدادات أمنيّة هامّة، خاصة إثر عمليّة باريس الإرهابية. تمّ تركيز عديد الحواجز الأمنية في محيط المنطقة التي انعقدت فيها القمة.

الحواجز الأمنية

قوات الأمن الخاصة في انتظار نزول طائرة الرئيس أوباما

الاحتجاجات المرافقة:

تمّ إيقاف عشرات المحتجّين على حضور الرئيس الأمريكي باراك أوباما وعلى استضافة تركيا لقمّة العشرين.

“قتلة، محتلون، امبرياليون، منظمة موت .. مجموعة العشرين غادروا!”

صورة أخرى للاحتجاجات

اعتقالات

الوضع السوري:

ألقت المسألة السورية بظلالها على القمّة كما كان متوقّعا. قدّم أردوغان مقترح مشروع المنطقة المحميّة أو المنطقة الآمنة في الشمال السوري لاستقبال اللاجئين. لكنّ مقترحه لاقى رفضا من حلفائه فيما تتوقع أنقرة أكثر في ملف أزمة المهاجرين. في المقابل نظرا لأعداد اللاجئين الذين تستقبلهم بلدان الاتحاد الاوروبي وهم في الأغلبيّة سوريّون، تسعى دول الاتحاد لإقناع تركيا التي استقبلت حوالي 2.2 مليون لاجئ وبلدان الجوار الأخرى بإبقائهم ضمن حدودها مقابل دعم ماليّ.

أعرب رجب طيب أردوغان عن توقّعه لمزيد من الدعم من حلفائه لكنّ التفاعل لم يكن في مستوى المأمول خاصة إثر صدور تقرير أوروبيّ عن “نكسات خطيرة” لسيادة القانون في تركيا.

لقطات طريفة: