1- تأسّست الجماعة على يد “فرد محمد”، وكان رجل دين مسيحيا، عاد إلى الإسلام لاعتباره دين الأجداد للأمريكان السود. وأسّس أوّل مسجد للمسلمين السّود وسماه “المعبد” (The Temple). ومن العجيب أنّه حافظ في جماعته على تسمية “القس” أو “الكاهن” (Ministers) لوصف الأشخاص الذين يقودون الصلوات ويلقون المحاضرات الدينية. وفي بداية نشاطه الديني، كان يعتمد في دروسه وخطبه على الإنجيل، ثم تحول تدريجيا إلى اعتماد القرآن.
2- “إليجا محمد” أسلم على يدي “فرد محمد”. شخصيته الكاريزماتية دفعته بسرعة ليصبح كبير الكهّان في الجماعة. أصبح هو زعيم الجماعة سنة 1934، إثر اختفاء غامض لفرد محمد، على إثر اتهامات وجّهت إليه في حادثة قتل. في عهد إليجا محمد، تحوّل فرد محمد إلى شخصية أسطورية، تمّ تأليهها من قبل أتباع الطائفة (في مجاراة واضحة لتأليه المسيح). ثمّ وإثر جدالات طويلة استمرت لسنوات، تحوّل فرد محمد في عقيدة الجماعة إلى “نبي”. وتخلت الجماعة في عهده عن فرائض الإسلام الخمس. وأصبح نشاطها شبيها بتدين المسيحيين.
3- “مالكولم إكس” أسلم على يدي إليجا محمد. وأصبح أحد كبار الكهّان في الجماعة. وبقي في الجماعة طوال 12 سنة. ثم تمرّد تدريجيا على قيادة إليجا محمد بسبب الانحرافات التي وجدها في الجماعة. وتوجّه خطابه أكثر نحو قيادة حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للأمريكان السود وإعادته لها بسبب خلافاته العقائدية. ثم غادرالجماعة سنة 1963. وكانت رحلته للحج وزيارته لمكة والمدينة عام 1964 حاسمةً في ابتعاده عن عقائد جماعة الإسلام المنحرفة، واكتشاف الإسلام السنّي وعدم وجود فوارق بين البيض والسود في الإسلام. وبعد فترة قصيرة تمّ اغتياله من قبل بعض أتباع “أمة الإسلام” (فبراير 1965).
4- محمد علي كلاي انتمى للجماعة في فترة تعرّفه على إليجا محمد ومالكولم إكس. ووقف في البداية في صفّ إليجا محمد في خلافه مع مالكولم إكس. ولكنّه عاد واصطف إلى جانب مالكولم إكس وخرج من الجماعة نهائيا.
5- إثر وفاة إليجا محمد، تولّى ابنه وريث الدين محمد، قيادة الجماعة. وكان مفكّرا وفيلسوفا. قاد حركة إصلاحية داخل أمّة الإسلام، تخلى فيها عن تسمية “الكاهن” أو “القس” واعتمد وصف “الإمام”. وأعاد التزام أتباع الطائفة بفرائض الإسلام الخمس. وأعلن أن أباه كذب في ما يتعلق بالطبيعة الأسطورية التي خلقها حول شخصية المؤسس فرد محمد. وقدّم شهادات من والدته حول أكاذيب والده، وأنّ فرد محمد لم يدّع أي شيء لنفسه سوى أنه كان داعية للإسلام. وانتصر لـ”مالكولم إكس” في خلافه مع والده. وأصبحت الجماعة في عهده أقرب لجماعات الإسلام السنّي في أمريكا. انضم للجماعة في عهده كثير من السود الذين أصبحوا الآن من كبار دعاة الإسلام في أمريكا (مثل الإمام سراج وهاج وغيره).
6- “لويس فراخان” هو القائد الحالي للجماعة منذ وفاة وريث الدين محمد سنة 2008. قاد حركة مضادة للحركة الإصلاحية لسلفه. وعاد بمعتقدات الجماعة إلى معتقداتها العنصرية في عهد إليجا محمد: يؤمنون بالقرآن والنبوات وبوحدانية الله، ولكن يؤمنون مع ذلك بتميز السود وأنهم أول من يدخل الجنة، وأن أول من سيحاسب يوم القيامة هم سكان أمريكا، وأن المؤسس فرد محمد هو “المسيح العائد” و”المهدي المنتظر”.
7- حاليا، يوجد تياران في الإسلام الأسود بأمريكا: تيار “أمّة الإسلام” وتيّار تلاميذ وريث الدين محمد الأقرب للإسلام السنّي.
شاهد فيلم “علي”، محمد علي كلاي
اضف تعليق