دولة المواطنة:
هي الدّولة الوحيدة التي تجسّد قيم وتعاليم الإسلام وكلّ أديان السّماء. فالإسلام يطلب منا احترام ورعاية حرية وكرامة وحاجات الإنسان كإنسان سواء كان مسلما أو كافرا أو ملحدا أو من أيّ دين أو عرق أو قوميّة أو طبقة طالما يحترم القانون. “إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم” سورة الحجرات-آية 13. والتقوى، اتقاء الخروج عن العرف والأخلاق والقانون أي الالتزام بها.
دولة الحاكميّة لله لا أساس لها في القرآن وكلّ أديان السّماء، لأنّها حكما دولة كهنة الدين. والحكم في القرآن هو القضاء (محكمة) وليس الحكم السّلطوي أو ولاية الأمر. الحكم السّياسي أي السّلطة عبّر عنها القرآن بـ”أولي الأمر” أي الشأن العام. لا توجد دولة تطبيق الشريعة في القرآن والسّنة، لأنّ الشّريعة الدينية خاصة بكلّ ملّة ولا يجوز دينيا أن تفرض أمرا على ملّة أخرى بالإكراه وعبر السلطة. الشريعة للقضاء، وليس للسلطة.
الحرّ/الثّائر الحقيقيّ:
هو من تحرّر من سلطة نفسه قبل أن يحرّرها من سلطة الطاغوت. بغير ذلك، هو ليس حرّا إنّما طاغوت جديد يحلّ محلّ طاغوت قديم. الحرّ العميق هو من استبد على أهواء نفسه وحصّنها وجاهدها كي لا تظلم الآخرين. قبل أن يكون مكافحا من أجل أن يتحرّر هو من ظلم المستبدّين.
ليس ثائرا وليس حرّا من يكافح مستبدا وهو يقمع طفله أو زوجته أو جاره أو عاملا ينظف حياته من وسخ الآخرين. وأغلب من حارب سلطة الاستبداد في التاريخ كانوا يحلمون بأمجاد التسلّط والسلطة. روعة الأديان في بدايتها أنّها تنظّف الإنسان من سلطة نفسه قبل أن تحرّره من سلطة الطاغوت.
“أفرأيت من اتخذ الهه هواه” سورة الجاثية-آية 23
“و الذين جاهدوا فينا لنهدينّهم سبلنا” سورة العنكبوت-آية 69
اضف تعليق