وصفت رئيسة اللّجنة الوطنية للدفاع عن الكاتب التونسي،الشّاعرة زينب جويلي، في تصريح لمجلّة قرطاس الوضع الثقافي في تونس عموما بالكارثي و خاصة بالنسبة للكتاب التونسيين. و أكّدت في هذا الإطار بأن “الكاتب مكوّن أساسي من مكونات المشهد الثقافي التونسي. وفي الوقت الذي تمّ فيه إنصاف بقية القطاعات كالمسرح والفن ولو نسبيا، يبقى الكاتب وبشكل يكاد يكون كليا ضمن أجندات الإهمال والنسيان و اللامبالاة من قبل وزارة الثقافة باستثناء بعض الأسماء التي تنخرط في لوبيات مشينة هي أشبه بقطّاع الطّرق الذين يسيطرون على وزارة الإشراف و يسيّرونها وفق أجنداتهم التي لا تتّسم بالوضوح.”
وفي حديثها عن التّحرك الذي سيقوم به الكتّاب في السادس من أكتوبر القادم ، أشارت إلى أن هذا التحرك يأتي تحت شعار “يوم الغضب” وسيكون في شكل وقفة احتجاجية أمام وزارة الثقافة. وفي هذا السّياق أكدت زينب جويلي بأنه حين تم تشكيل اللجنة الوطنية للدفاع عن الكاتب التونسي بدعم من عدد من الجمعيات والكتّاب، تمّ تنظيم عدد من الجلسات مع الوزير السابق السيد مراد الصقلي والسيدة لطيفة الأخضر وزيرة الثقافة الحالية، و غالبا ما تبقى كلمات المسئولين مجرد وعود وتطمينات و حوار فارغ من كل منجز فعلي، ويبقى الكاتب يمنّي النفس بوعود جوفاء لا طائل منها لعقود خلت بحسب تعبيرها. و اعتبرت بأن يوم الغضب هو “اليوم الحاسم الذي سيقول فيه المثقف كلمته الفصل، و هو الشرارة الأولى لثورة ثقافية لن تخمد إلا بعد ن ينال هذا القطاع الحظوة التي يستحقها وان يخضع لإصلاح ثقافي جذري.”
هذا وأعلنت في ذات السياق بأن الحراك سيشهد نسبة إقبال كبيرة من الكتاب الذين يئسوا من أن تصل أصواتهم عبر الهيئات الميتة في تونس والتي لا تمثل إلاّ نفسها لتبقى بعيدة كل البعد عن مشاغل الكاتب. والدليل بحسب ما ذكرت وجود بعض حالات اجتماعية لكتاب يعيشون تحت خط الفقر ووجود كتاب يشتغلون على آليات التشغيل الهش كالآلية 16 والحضائر الظرفية و التي تعتبر وصمة عار بالنسبة لوزارة الثقافة التي تعلم هذا ولم تستعجل التدخل لدى رئاسة الحكومة لفض المشكل وإيقاف جريمة ترتكب في حق مبدع يسهم من ذاته ومن روحه لرسم صورة مضيئة لتونس الحضارة بحسب تعبيرها.
كما أشارت زينب جويلي إلى أن طلبات كثيرة تضمنتها العريضة التي أصدرها الكتّاب الذين أبدوا تعطّشهم لمثل هذا الحراك ودعمهم الصادق له وإيمانهم بضرورته كانطلاقة لمسيرة نضالية ومعركة جادة ستدوم طويلا، مطالبين حسب قولها بجلسات موسّعة مع مختلف مكوّنات المجتمع المدني والجمعيات الثقافية والكتّاب دون إقصاء الجهات المنسية ورجال التعليم -فلا ثقافة بدون تعليم ولا تعليم بدون ثقافة- وكل من يهمّه الأمر خاصة نقابات الإعلام الثقافي والنقابات المهتمة بالشأن الثقافي. وختمت حديثها بأنه “حتّى استجابة سلطات الإشراف، يبقى باب النّضال مفتوحا. ولا استئناف ولا تراجع عن كل أشكال التصعيد الجادة”.
اضف تعليق