ولدت تمبل جراندين في بوسطن في التاسع من اغسطس سنة 1947. شُخّصت حالتها بالتوحد في سنّ الثّالثة وشخّص الأطباء حالتها بتلف دماغي. بدأت بالتحدث في الرابعة ثمّ أحرزت تقدّما. تعتبر تمبل نفسها محظوظة لأنها حظيت بموجهين ومعلمين متعاونين ابتداء من الفترة الابتدائية إلى الفترة الثانوية. وتقول أنّ أسوء أجزاء حياتها كانت المدرسة المتوسطة لأنها طالبة متفوقة وكان الجميع يسعى لإغاظتها. تقول تمبل عن هذه الفترة “يضحكني ذالك الآن لكنّه أمر مؤلم في تلك الفترة من الماضي”.
كانت طفلة تعاني من التّوحد تنشأ كالغريبة بين الناس وكل أملها في الحياة هو عناق دافئ تستمتع فيه بالحنان والحبّ كباقى البشر. صدفة رأت ما يفعلونه مع الأبقار حتى تهدأ ورأت أنّ هذا ربّما يعوّضها عن العناق المفقود. ذهبت باختراعها إلى الجامعة فاتهمتها صديقتها فى الغرفة بالانحراف. فمن وجهة نظرها هذا سلوك لا يليق ويكشف عن الجهل والإهمال لمن يعانون من التّوحد. لكن في النهاية وافقت إدارة الجامعة على الاختراع بعد تجربته على العديد من عيّنات البشر وكشفت أنّ معظم الناس يعانون من الافتقاد للحضن الدافئ الذي يزيل عنهم الهموم ويمتص انفعالاتهم وغضبهم.
سنة 1970، حصلت تمبل على شهادة البكالوريوس في علم النفس من كلية فرانكلين بيريس ثم في 1975 حصلت على شهادة الماجستير في علم الحيوان من جامعة أريزونا ثمّ دكتوراه في علم النفس سنة 1989. هي الآن أستاذة في علم الحيوان في جامعة كولورادو، استشارية في سلوك الحيوانات ومؤلفة للعديد من الكتب مثل “Emergence, 186″، “Thinking in Pictures, 1995″ و”The Autistic Brain, 2013″. يُعتبر كتابها ” 2006 ,Thinking in Pictures, Expanded Edition: My Life with Autism” من أكثر الكتب مبيعا. اشتهرت جراندين من خلال نشاطاتها من أجل مرض التوحد، واختراعها لآلة العناق المصممة للأشخاص ذو الحساسية المفرطة. أُنتج عنها فيلم سنة 2010 يحكي سيرتها الذاتية، حظي باستحسان الجمهور وحصد عدة جوائز.
مرضي يجعلني مختلفة عنكم لكن، لا يجعلني أدنى منكم.
هكذا تصف تمبل جراندين حالتها. لم تضعف حين قوبلت بالسخرية، بل واصلت التقدّم. يجب أن تكون هذه السيّدة قدوة لجميع النّساء، ولنساء العالم العربي خاصة. ثوري، أبدعي ! أنت حرة بل أنت الحريّة لأنّك أصل أي مجتمع وتطور.
شربط عرض الفيلم:
اضف تعليق