حسب إحصائيات منظمة الصحة العالمية، تعتبر سرطانات الجهاز الهضمي من أكثر خمسة أنواع تمت معاينتها.كما أنّ ثلث حالات الوفاة بالسرطان ناتج عن خمسة مخاطر ترتبط بالسلوك والنظام الغذائي. يصعب الكشف بدقة عن العلاقة بين النظام الغذائي والسرطان فهي معقدة، لكنّها موجودة. ذلك أنّ نظامنا الغذائي متكوّن من أطعمة كثيرة ومواد غذائية مختلفة تؤثر على إمكانية الإصابة بالسرطان.
بعض الأطعمة، مثل اللحوم الحمراء واللحوم المصنعة والملح، تزيد إمكانية الإصابة بالسرطان. بينما البعض الآخر، مثل الفواكه والخضراوات والأطعمة عالية الألياف تساعد في الوقاية من هذا المرض. في هذا المقال سنجيب بعض الأسئلة المرتبطة بهذا الموضوع. وسيليه آخر عن الحمية الغذائية الواقية من السرطان.
ماهي أنواع السرطان التي تتأثر بالغذاء؟
يؤثر الطعام الذي نتناوله على إمكانية الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك: سرطان الأمعاء، المعدة، الفم، سرطان المريء أو البلعوم، القولون والمستقيم.
كيف نعرف الأطعمة التي تقلل أو تزيد خطر الإصابة بالسرطان؟
من الصعب جدا تصميم دراسات تبحث بدقة في تأثير طعام أو عنصر غذائي واحد لأنّ عددا محدّدا من الأطعمة أو المشروبات يزيد أو يخفض خطر الإصابة بالسرطان. يحتاج العلماء إلى إجراء دراسات كبيرة جدا لمعرفة الأطعمة التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، والتي يمكن أن تزيده. لا تزال العديد من هذه الدراسات جارية، بما في ذلك دراسة EPIC (البحث الأوروبي المستقبلي في السرطان والتغذية) وهي ممولة جزئيا من المملكة المتحدة لأبحاث السرطان.
تعدّ هذه الدراسة، EPIC، أكبر دراسة للنظام الغذائي والسرطان حتى الآن، وهي تشمل أكثر من 500 ألف شخص من 10 دول أوروبية تجري متابعتهم لسنوات عديدة. نتائج EPIC وغيرها من الدراسات الكبيرة تزودنا بإجابات أكثر حزما. القسم التالي يخبرنا عن الأطعمة التي ترتبط بخطر الإصابة بالسرطان بأدلة علمية قوية.
كيف يزيد تناول اللحوم بكثرة من مخاطر الإصابة بالسرطان؟
أظهرت العديد من الدراسات أن تناول الكثير من اللحوم الحمراء والمصنعة يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الأمعاء، وربما سرطان المعدة وسرطان البنكرياس. وتشمل اللحوم: الحمراء الطازجة، اللحم المفروم، المجمد، ولحم الخنزير، اللحم المقدد، السلامي والنقانق. في المقابل ليس مرجحا أن تزيد اللحوم البيضاء مثل لحوم الدجاج خطر الإصابة. يعتقد العلماء أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تزيد بها اللحوم الحمراء والمصنعة من خطر الإصابة بالسرطان، منها المواد الكيميائية الموجودة في هذه اللحوم، بعضها مكوّن طبيعي فيها والبعض الآخر يتكون إذا حفظ اللحم أو طبخ في حرارة عالية.
تحتوي اللحوم الحمراء والمصنعة أيضا، على صبغة حمراء تسمى “الهيم” يمكن أن تثير أو تتلف الخلايا في الأمعاء أو تزيد إنتاج المواد الكيميائية الضارة عبر البكتيريا في القناة الهضمية. مما يؤدي إلى ارتفاع خطر الإصابة بالسرطان. كما أنّ كميات الهيم فيها أكثر من اللحوم البيضاء. وهذا يفسر جزئيا لماذا تزيد اللحوم الحمراء والمصنعة من خطر الإصابة بالسرطان عكس اللحوم البيضاء.
كثيرا ما تستخدم مواد كيميائية تسمى النترات والنتريت لحفظ اللحوم المصنعة. يمكن أن تتحول النتريتات في الأمعاء إلى مواد كيميائية تسمى مركبات N-نيتروزو (NOCs) مسببة للسرطان. وجود هذه المواد الكيميائية يشرح ما وصلت إليه العديد من الدراسات، كون اللحوم المصنعة تزيد من خطر الإصابة بالسرطان بدرجة أكثر حتى من اللحوم الحمراء.
طهي اللحم في درجات حرارة عالية مثل الشواء أو الباربكيو يمكن أن ينتج المواد الكيميائية المسببة للسرطان التي تسمى الأمينات الحلقية (HCAs) والأمينات المتعددة (PCAs). هذه المواد أيضا دليل على ما وصلت إليه بعض الدراسات، كون اللحم المطبوخ في درجات حرارة عالية قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الأمعاء بدرجة أكبر من اللحم المطبوخ في درجات الحرارة المنخفضة، مثل السلق والتسوية (تحمير ثم طبخ في كمية قليلة من السوائل).
كيف يزيد الملح من خطر الإصابة بالسرطان؟
يرتبط تناول الكثير من الملح، أو الكثير من الأطعمة عالية الملوحة بارتفاع خطر الإصابة بسرطان المعدة. يمكن أن يزيد الملح من خطر الإصابة بالسرطان بإتلاف بطانة المعدة، مما يسبب التهابا، أو بجعل بطانة المعدة أكثر حساسية للكيمياويات المسببة للسرطان. يمكن أن يتفاعل الملح أيضا مع التهاب معدي معوي يسمى الملوية البوابية يرتبط بقرحة المعدة وسرطان المعدة.
كيف تقلّل الفواكه والخضروات من خطر الإصابة بالسرطان؟
تشير البحوث إلى أنّ حوالي 1 من 20 حالة سرطان في المملكة المتحدة قد تكون مرتبطة بالحمية قليلة الفواكه والخضروات. ارتبط تناول الكثير من الفواكه والخضروات بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الفم والمريء والرئة، والحنجرة وبعض أنواع سرطان المعدة. الفاكهة والخضار جزء هام من نظام غذائي صحي، وهي مصدر ممتاز للعديد من الفيتامينات والمعادن، فضلا عن الألياف.
تحتوي الغلال والخضر على تشكيله واسعة من المغذيات التي لها آثار عديدة ومختلفة على الجسم. تشمل هذه المغذيات الكاروتينات، حامض الفوليك، فيتامين C، فيتامين E، السيلينيوم، الفلافونيدات ومختلف المواد الكيميائية النباتية الأخرى (المواد الكيميائية الموجودة في النبات). تكون بعضها مرتبطة بتقليص خطر الإصابة بالسرطان وذلك بــ:
- تطهير المواد الكيميائية التي قد تلحق ضررا كبيرا بالحمض النووي
- المساعدة على حماية الحمض النووي من التلف
- المساعدة في إصلاح الحمض النووي
- عرقلة تشكل كيميائيات تساعد في تشكل السرطان
كيف يخفض تناول الألياف خطر الإصابة بالسرطان؟
أظهرت بحوث كثيرة أن سرطان الأمعاء أقل شيوعاً لدى الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الألياف التي تساعد في الوقاية من سرطان الأمعاء بعدة طرق. إذ تزيد من كمية البراز وتميع محتوياته، كما تساعد في جعل حركات الأمعاء أكثر تواترا. مما يقلل من مدة الاتصال بين الأمعاء والمواد الكيميائية الضارة في البراز. تساعد الألياف أيضا بكتيريا القناة الهضمية على إنتاج مواد كيميائية مفيدة تغير الظروف في الأمعاء. ممّا يساعد على تقليل خطر الإصابة بالسرطان.
اضف تعليق