حين تُكتب “غزة” في عنوان لأيّ مقال، ستطغى هي على ذهن المتلقّي العربي، وإن كان الموضوع التصوير الفوتوغرافي. ستحضر فلسطين المحتلة والعدوان الصهيوني المستمرّ، ستحضر المقاومة والحصار لتختلط مشاهد الدمار في صراع مع مشاهد الصمود. غزة في صور، خليط من كلّ هذا، مخزون بصريّ تراكم من نشرات الأخبار وصفحات الانترنت. لكنّها ليست فقط هذا. ربّما نحتاج أن نجدّد الخزينة البصريّة وننعشها. نحتاج أن نخرج عن السائد والمستهلك الذي جعل صور غزة كليشيهات مناسباتيّة، غالبا، قريبة من تجارة القضايا.
“كما لم ترها..”، سترى غزة بعدسة حمدي أبو سيدو. مجموعة صور أقلّ ما يقال فيها أنّها “منعشة وتضجّ حياة”. رؤية مختلفة لتفاصيل جماليّة في القطاع، تخرج بالفوتوغرافيا عن الطابع التسجيليّ المعتاد لمشاهد من اليوميّ بتقنية تجعل التفصيل والفكرة مركز الاهتمام. هذه المجموعة نقدّمها لنقول إنّ الواقع الخانق والدّمار وقلّة الإمكانيات لا تمنع إنتاج عمل فنّيّ يقول الكثير بالقليل المختلف. قد يمنح المكان الكثير مما فيه قيمته، فمدينة غزة تعدّ العزّة الفلسطينية والعربيّة. لكنّ السّاكن فيها أبعد عن الصورة النمطية التي كُرّست لشخص محاصر يصابر. ليس الفوتوغرافيّ محصورا فقط في “عائلة على شاطئ غزة” “شيخ يقرأ القرآن وسط الرّكام” “فتاة بساق مبتورة تضحك”. حمدي أبو سيدو فوتوغرافيّ طموح يهتمّ بالتفاصيل الفنيّة كأيّ مصوّر في مكان آخر من العالم وقادر على الإبداع وتقديم أفكار خارج الإطار المعهود بأسلوبه الخاص.
تجدر الإشارة إلى أنّ الصّور تنقسم إلى نوعين، صور لمشاهد طبيعيّة وصور لمشاهد فنّيّة قد تحتوي عناصر وموادّ طبيعيّة من إعداد المصوّر بمساعدة أخته التي تستحقّ الشّكر لمساهمتها في إنتاج هذه الأعمال. التقطت الصّور وأعدّت وعولجت في غزة، خان يونس تحديدا. ومن الطريف أن نذكر أنّ التيّار الكهربائيّ انقطع مرّات عديدة أثناء إعدادنا هذه المادّة، في كلّ من غزة وصفاقس لكنّنا أنجزناه في النهاية.
صور: حمدي أبو سيدو
تقديم وتعليق: نهى سعداوي
تابعوا حمدي أبو سيدو على فليكر
ملاحظة فنّية: اضغط الصورة لتشاهدها بالحجم الأصلي وبشكل أفضل ضمن شريط
صور مليئة بالامل..بالحياة..فعلا غزة كما لم نراها من قبل..دمت يا غزة
شكرا على التفاعل. يسرّنا أن نبثّ في متابعينا الأمل، وأن يكون ما ننشر بنظرهم مختلفا.
[…] شاهد أيضا غزة كما لم ترَها.. […]